قال أكاديمي إسرائيلي إن "فشل النظام السياسي في تحقيق الاستقرار المطلوب يلقي بظلاله السلبية على النشاط العسكري المنتظم للجيش، فضلا عن صعوبة التخطيط للمستقبل، ما يجعل أعداءنا يراقبوننا من الخطوط الجانبية".
وأضاف البروفيسور إفرايم عنبار رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في مقاله على "القناة 12"، وترجمته "عربي21"، أن "نتائج الانتخابات الإسرائيلية الرابعة لم تسفر عن نتيجة واضحة، فهناك احتمال معقول بإجراء جولة خامسة في فترة قصيرة خلال عامين، وهذا الوضع لا يشير فقط إلى مشكلة إسرائيلية داخلية، بل إنه يقوض أمنها القومي، ومكانتها الدولية".
وأشار عنبار، المؤسس السابق لمعهد بيغن-السادات للأبحاث الاستراتيجية، وعضو هيئة التدريس بجامعات بار-إيلان وجورج تاون وبوسطن، إلى أن "أبرز مثال للتأثير السلبي لتكرار الانتخابات على الأمن الإسرائيلي الافتقار لقرارات الميزانية متوسطة وطويلة الأجل".
وأوضح أنه "عندما تولى منصبه حاول رئيس الأركان أفيف كوخافي إطلاق خطة متعددة السنوات تسمى تنوفا للأعوام 2020- 2024، لكن عدم الاستقرار السياسي وأزمة كورونا أدت إلى عدم حصول الخطة على موافقة القيادة السياسية، وبات الجيش بدون ميزانية متعددة السنوات، ما يجعل حالة عدم اليقين تسود أعماله".
وأكد أن "عملية اتخاذ القرار الأمني قد تضررت، لأن المستوى السياسي مشغول بإدارة الأزمات السياسية، وتنظيم الحملات الانتخابية، وتضاؤل الوقت المتبقي للمناقشة والعمل بجدية في مواجهة التحديات الأمنية، ورغم استمرار المستوى البيروقراطي-المهني في المؤسسة العسكرية، إلا أنها ما زالت لا تملك سلطة اتخاذ القرارات التي تتطلب مشاركة المستوى السياسي".
اقرأ أيضا: دبلوماسي إسرائيلي يحذر من تبدد حلم "الدولة اليهودية"
وأوضح أن "الأزمة السياسية المستمرة تضر بالردع الإسرائيلي، رغم أنه يُنظر لإسرائيل على أنها قوة عالية التقنية وأنها قوية اقتصاديًا وعسكريًا، لكن هذه الصورة باتت متشققة، بسبب عدم القدرة على تشكيل حكومة مستقرة، والتصدي الفعال للتحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل".
وأشار إلى أن "الأزمة السياسية المستمرة ترسخ صورة إسرائيل كدولة مقسمة، وقد تنهار تحت الضغط، وهذه هي الصورة المفضلة في نظر النخبة السياسية في عدد من الدول المعادية، التي لا تخفي شوقها إلى اليوم الذي تنهار فيه إسرائيل بسبب الضغوط الداخلية، وهذه صورة شائعة بين من يعتقدون بأن الدولة اليهودية ظاهرة مؤقتة، وتعطي الأمل لأعدائها بمواصلة النضال ضدها".
وأضاف أن "هذا الدرس يعكس بدقة ما يحدث في المجتمع الإسرائيلي، فالحملات الانتخابية تزيد من حدة الاختلافات الاجتماعية والسياسية التي تنخر في أساس التماسك الاجتماعي الإسرائيلي، واستمرار الأزمة السياسية يرسخ ضعف المجتمع الإسرائيلي، ويشجع على شن هجمات معادية ضده، فضلا عما يثيره من صعوبات في علاقات إسرائيل السياسية، خاصة مع دول المنطقة التي توصلنا معها إلى اتفاقيات تطبيع".
وختم بالقول أنه "يجب على قادة إسرائيل العودة إلى رشدهم، والتوصل إلى اتفاقات سياسية وحزبية داخلية، لأن استمرار الوضع الحالي بدون وجود حكومة إسرائيلية مستقرة لما يزيد على العامين الكاملين يهدد أمن الدولة
اضف تعقيب