قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا وصفه بالطائش من طراز أرض-جو، أطلق من سوريا وسقط في منطقة بعيدة عن مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب، دون أن يؤدي إلى أضرار، في حين أعلنت دمشق سقوط جرحى نتيجة قصف إسرائيلي على محيط العاصمة السورية، مصدره الجولان المحتل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم بطاريات صواريخ في سوريا ردا على سقوط صاروخ أرض جو من طراز "إس إيه 5" (SA 5) أطلق من داخل سوريا، وإن الصاروخ الذي كان متجها لمفاعل ديمونة سقط في منطقة التجمعات البدوية بالنقب دون أضرار.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه "لا توجد إصابات أو أضرار نتيجة الضربة الصاروخية السورية الطائشة في جنوب إسرائيل"، مضيفا أن "الصاروخ السوري الطائش لم يصب مفاعل ديمونة ولم يقترب حتى منه"، وقالت مصادر إسرائيلية إنه تم العثور على شظايا للصاروخ في منطقة رمات نيغيف وسط النقب.
وذكر مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري أن ثمة ثغرات عديدة في الرواية الإسرائيلية لما جرى بشأن الصاروخ، مشيرا إلى أن الصاروخ قطع مسافة طويلة بلغت 400 كلم، وهي التي تفصل بين دمشق ومنطقة ديمونة، وقد جاء الصاروخ ضمن مجموعة من الصواريخ السورية التي أطلقت لصد غارة جوية إسرائيلية على الأراضي السورية.
وأضاف مدير مكتب الجزيرة أن الجيش الإسرائيلي تحدث عن دوي صفارات الإنذار في منطقة أبو قرينات القريبة من مفاعل ديمونة، ولم تطلق الصفارات في مناطق أخرى في منطقة النقب، كما أن دوي انفجار سمع في بعض المناطق غربي القدس المحتلة، وهو ما يعني أن الانفجار كان كبيرا.
وذكر مدير مكتب الجزيرة في القدس أن مصادر إسرائيلية تحدثت عن أن الصاروخ كان يحمل رأسا يزن نحو 200 كيلوغرام من المتفجرات.
وقال الكاتب والمحلل الإسرائيلي إيلي نيسان إن عملية إطلاق الصاروخ قد تكون خطة معدة سابقا من قبل إيران، لاستغلال الضربات الإسرائيلية في سوريا. وأشار في لقاء مع الجزيرة إلى أن إيران لديها دوافع للانتقام بعد الهجوم على منشأة نطنز النووية قبل أكثر من 10 أيام.
قصف إسرائيلي
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية إن "الدفاعات الجوية في الجيش العربي السوري تصدت فجر اليوم لعدوان إسرائيلي بالصواريخ في محيط دمشق، وأسقطت معظم الصواريخ المعادية".
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أنه "حوالي الساعة الواحدة و38 دقيقة من فجر اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل".
وأضاف المصدر أن القصف استهدف "بعض النقاط في محيط دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها"، مشيرا إلى أن "العدوان أدى إلى جرح 4 جنود ووقوع بعض الخسائر المادية".
وفي سياق متصل، شككت وسائل إعلام إيرانية بالرواية الإسرائيلية بشأن الحادثة ووصفتها بالمضحكة، وقالت إن ما جرى قرب مفاعل ديمونة "رسالة لإسرائيل بأن مناطقها الحساسة ليست محصنة"، وأضافت المصادر نفسها أنه كان بإمكان الصاروخ أن يتابع طريقه إلى المفاعل، "لكن صناعة كارثة ليس مطلوبا".
وأوردت المصادر نفسها أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن الصاروخ من نوع "فاتح 110″، وهو قادر على حمل رؤوس متفجرة، كما تفيد المعلومات أن الصاروخ هو من نوع أرض-أرض وليس أرض-جو كما ذكرت الرواية الإسرائيلية.
وكثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها مواقع عسكرية تقول إنها تتبع قوات إيرانية ومجموعات موالية لها في مناطق عدة من سوريا.
ومن النادر أن تؤكد إسرائيل تنفيذها غارات على سوريا، إلا أنها تكرر أنها تواصل تصديها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري فيها، وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.
اضف تعقيب