قال كاتبان إسرائيليان إن "التاريخ الذي سيكتب بعد 10 أعوام أو 50 أو 100 عاما سيذكر بنيامين نتنياهو كيف حاول تشكيل فصله في التاريخ الإسرائيلي، وكيف انتهى عهده، وما الذي جعله ساحرا إلى هذا الحد، وبات الأطول خدمة في موقع رئيس الحكومة، وما هي السطور الأخيرة من كتاب إرثه السياسي".
وأضافت غيلي كوهين وأكيفا نوفيك في مقال مشترك بهيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي-كان، ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو رجل يفهم التاريخ جيدا، وفي بعض الأحيان يبدو أنه عاش من أجل التاريخ، وهذا الأسبوع، حدث شيء ما في تاريخ السياسة الإسرائيلية تمثل بانتهاء التفويض الممنوح لنتنياهو لتشكيل الحكومة، وهو الشخص الذي خدم أطول فترة في التاريخ رئيساً للوزراء".
وأشارا إلى أنه "تم تسليم مقاليد التفويض الجديد لعضو الكنيست يائير لابيد زعيم حزب "يوجد مستقبل"، دون أن تتوفر لدينا إجابة عن نهاية الأمر عند هذا الحد، خاصة أن نتنياهو يبدو أنه أحرق الكثير من أوراقه للفترة التالية، أو للسنوات القليلة المقبلة، أو حتى للتاريخ، ترى ما الذي سيتذكره، وما هي العبارات والاقتباسات والبيانات، وهو في الغالب يدرك ذلك حقًا، لأنه يكتب تاريخه الخاص بيديه".
وأوضحا أن "نتنياهو، وهو يغادر مقعده الحكومي، يعمل بشكل منهجي لحرق الكثير من التعبيرات، وهذه مجرد أعراض الرؤية الفائقة المؤقتة التي يراها بنفسه، فهو لم يعتبر نفسه فقط من قادة إسرائيل، بل إنه ينظر في الأساس إلى محور التاريخ الخاص بالدولة، لأنه في الأحداث الكبرى، لا تُكتب خطبه حتى اللحظة الأخيرة فقط، فهي بالنسبة له عبارة عن سطر آخر في كتاب التاريخ الضخم هذا الذي سيكتبه يومًا ما عن نتنياهو".
وأكدا أنه "بالنظر إلى إرث نتنياهو بالمعنى السياسي، فلا شك أنه تم تسجيل الفصلين الأكثر أهمية في هذا الإرث، إحداها اتفاقيات السلام للتطبيع مع دول الخليج، وهو أمر مهم للغاية في علاقات إسرائيل الخارجية، والأمر الثاني هو اللقاحات من كورونا، رغم أن نتنياهو كان "أول من أدرك"، وتمكن من التعامل معه من وجهة نظر القيادة مع العديد من الإخفاقات".
وأشارا إلى أنه "في النهاية سنتذكر أن نتنياهو تمكن من تشكيل ائتلافات حكومية، وتفكيكها في نفس الوقت، وفي غضون مائة عام من المشكوك فيه للغاية ما إذا كنا سنتذكر أي سياسي نتنياهو كان، وكيف أن دهاءه أو مكره قضى على إرثه السياسي، بدليل أن الإسرائيليين لم يعودوا يتذكرون كيف تصرف دافيد بن غوريون مع خصومه السياسيين، كما أن إسحاق رابين لم يكن مثيرًا للاهتمام مثل نتنياهو، رغم أنه بدا مثيرًا للاهتمام".
وأضافا أن "النجاحات والإخفاقات الخاصة بنتنياهو تؤكد أننا نتذكره "كحارس أمن إسرائيل"، وهو يعمل على هذا منذ سنوات، لأنه لم يغير شيئاً داخل حدود إسرائيل، وعندما حاول تغيير خريطتها، ووعد المستوطنين بذلك، وفي النهاية لم يبق منها شيء، بعبارة أخرى، لا تزال خطة ضم الضفة الغربية من إرث نتنياهو عميقة في الخزانة، دون تنفيذ".
اضف تعقيب