حذرت صحف عبرية، من التداعيات الخطيرة لسلوك قوات الاحتلال الإسرائيلي العدواني بحق المسجد الأقصى والمصلين، مؤكدة أنه سيجر "إسرائيل" إلى تصعيد دموي سريع.
"هآرتس"
وأكدت "هآرتس" في افتتاحيتها، أن قوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد الأقصى تعاملت "بعدوانية كبيرة، وقامت بإخلاء المسجد الأقصى من المصلين بالقوة يوم الجمعة الماضي".
ونوهت إلى أن "المواجهات في منطقة الحرم والبلدة القديمة وفي حي الشيخ جراح، تواصلت لساعات طويلة، وفي نهايتها أحصي أكثر من 200 إصابة في صفوف المواطنين الفلسطينيين، جراء إلقاء الجيش الإسرائيلي قنابل الصوت على الأطفال، مهاجمة الصحافيين؛ لقد كانت هذه الليلة؛ هي الأكثر عنفا في القدس في السنوات الأخيرة".
وأوضحت أن "سلسلة من القرارات الإسرائيلية المغلوطة، والسلوك المتصف بالعنف وانعدام المسؤولية من جانب الشرطة الإسرائيلية، بإسناد الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، وشركائه من اليمين، مع تجاهل أضواء التحذير المنبهة والمحذرة التي تدفقت من العالم، بما في ذلك من الأردن؛ كله تسبب في اشتعال المواجهات".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "سلسلة الأخطاء بدأت مع إغلاق المدرج في ساحة باب العامود بداية رمضان، في ظل تجاهل أهمية المكان وحساسية الزمان، وفي الخلفية أزمة كورونا وتأجيل الانتخابات الفلسطينية، ونية منظمة يمينية يهودية إخلاء مئات الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح".
ورأت أنه "ينبغي أن يضاف لهذا السلوك العدواني من قبل القوات الإسرائيلية وغير المفسر ضد الفلسطينيين في رمضان، السلوك السائب للنواب من اليمين المتطرف، إيتمار بن غبير وبتسلئيل سموتريتش اللذين وصلا إلى المدينة في لحظات التوتر، كي يضيفا مزيدا من الزيت إلى النار، إضافة إلى مسيرة منظمة "لاهفا"، التي ساهمت في مزيد من التوتر".
ونبهت إلى أن "قادة الشرطة الإسرائيلية، لم يراعوا الحساسية الكبيرة للمجتمع الفلسطيني في القدس في هذا الوقت، وتلقوا ريح إسناد من نتنياهو، الذي أصبح بسبب سنوات حكمه الطويلة على وعي جيد بحساسية الفلسطينيين العالية لما يجري في القدس والأقصى".
ورجحت "هآرتس"، أنه في حال "تواصل هذا السلوك العدواني في الأيام القادمة، بما في ذلك في "يوم القدس" وفي عيد الفطر، فإنه سيجر القدس وإسرائيل إلى جولة دموية أخرى".
وأفادت بأن مثل هذا التصعيد الدموي، يتطلب من نتنياهو أن "يأمر الشرطة والسياسيين، بأن يتصرفوا بحذر، وينبغي محاولة إجراء حوار مع قادة الجمهور الفلسطيني في القدس والنواب العرب، بهدف إحلال الهدوء، كما أنه ينبغي النظر في هذا الوقت في تقييد الأحداث الاستفزازية ليوم القدس، بما فيها مسيرة الأعلام التي تجتاز الحي الإسلامي باستفزاز بارز بمشاركة نشطاء الهيكل"، من أجل اقتحام المسجد الأقصى.
"معاريف"
بدورها، أكدت صحيفة "معاريف" في خبرها الرئيس الذي أعده "تل ليف-رام"، أن انتقال المواجهات إلى داخل المسجد الأقصى المبارك، يشير إلى أن "التوتر الأمني الحالي ارتفع درجة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد سريع في القدس".
وشددت على أهمية تواجد القوات الإسرائيلية في هذه الأوقات في القدس بـ"كثرة في الميدان" من أجل قمع الفلسطينيين، و"عدم فقدان السيطرة والحفاظ على ضبط النفس في وضعية يمكنها بسهولة أن تنتقل لتصبح هدفا أخطر بكثير".
ونبهت إلى أنه "باستخدام قوات الشرطة للسلاح، يكون الطريق لتصعيد آخر أقصر"، منوهة إلى أن جيش الاحتلال يعمل على "إبعاد القدس عن التصعيد الأمني، الذي ينتقل لأماكن أخرى في الضفة والقطاع".
واستنكرت "معاريف" أداء حكومة نتنياهو "المتحجرة"، موضحة أن "حالة التوتر في القدس، تجسد انعدام الأداء التام لهذه الحكومة الانتقالية، التي حافظت على حق الصمت".
وأكدت أنه "منذ اندلاع المواجهات في باب العامود، لم يعد التوتر في القدس يعالج على المستوى الاستراتيجي، حيث تأخرت إسرائيل في فهم آثار التصعيد على قطاع غزة، والآن تضيع مرة أخرى في الشيخ جراح"، مشيرة إلى أن "التصعيد في نهاية المطاف سيصل إلى جنودنا".
اضف تعقيب