قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الأحداث الأخيرة أكدت أن الحرم القدسي هو أكثر المتفجرات حساسية في الشرق الأوسط، وقد يؤدي حدث تكتيكي صغير في المنطقة إلى اندلاع نيران في عدة قطاعات، وسرعان ما تؤدي الروايات التي ينشرها الفلسطينيون إلى تأجيج العنف".
وأضاف روعي شارون في مقال بهيئة البث الإذاعي والتلفزيوني-كان، ترجمته "عربي21"، أن "المزيج من الاضطرابات في المسجد الأقصى غدا مألوفا جدًا لأي إسرائيلي يتجول فيه في العقود الأخيرة، منذ عام 1990، حين أعلن المستوطنون المتدينون عن نيتهم وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم، ما دفع المسلمين إلى أعمال مقاومة انتهت بإصابة العشرات من المصلين عند حائط البراق، ومقتل 17 فلسطينيًا، وثمانية يهود".
وأوضح أن "رجال الوقف الإسلامي اعتبروا السلوك اليهودي المبكر هجوما على أضرحة إسلامية، وهكذا تم تلقي الرسالة، ثم اندلعت أعمال عنف في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية في عام 1997 أسفرت عن مقتل 17 جنديًا إسرائيليًا، وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين".
وأشار إلى أن "الأمر تطور في أواخر العام 2000، حين اقتحم أريئيل شارون المسجد الأقصى، ما تسبب في مقتل أربعة فلسطينيين، وإصابة 200 آخرين، ما تسبب في اندلاع الانتفاضة الثانية، حيث تم إغلاق الحرم القدسي أمام اليهود لمدة ثلاث سنوات، وفي رأس السنة الميلادية 2015، اقتحمت قوات الشرطة المجمع الجبلي في الصباح الباكر بعد معلومات استخبارية، وضبطت عبوات ناسفة ووسائل أخرى بحوزة شبان فلسطينيين".
وأكد أنه "بعد إعلان الوزير اليميني أوري أريئيل عن نيته الصعود إلى الحرم القدسي الشريف، فقد أغلقت الشرطة الحرم أمام دخول نشطاء فلسطينيين متطرفين، واندلعت أعمال اشتباكات في البلدة القديمة، وقُتل أحد المستوطنين بعد أن رشقه فلسطينيون بالحجارة في القدس، وهو القتيل الإسرائيلي الأول في موجة العنف الوحيدة التي استمرت عاما ونصف".
وانتقل الكاتب للحديث عن "انتفاضة السكاكين في 2017، بعد هجوم إطلاق نار قتل فيه شرطيان داخل الحرم القدسي، وفي أعقاب الهجوم، قرر مجلس الوزراء الإسرائيلي وضع أجهزة قياس مغناطيسية وكاميرات أمنية عند بوابات الدخول إلى الحرم، وتحت قيادة الوقف الإسلامي، اندلعت أعمال عنف في شرق المدينة، وفي أراضي الضفة الغربية، وقتل ثلاثة فلسطينيين، وجرح المئات، وفي ساعات المساء، قُتل ثلاثة آخرون".
وأكد أنه "بعد تصعيد أمني على حدود غزة والضفة الغربية والقدس، فقد قرر رئيس الوزراء إزالة أجهزة قياس المغناطيسية، ومع زيادة مطالبة الفلسطينيين لإسرائيل بإزالة الكاميرات الأمنية، واستمرار الاشتباكات، وبعد يومين، استسلمت الحكومة الإسرائيلية لهذا المطلب، وعاد الفلسطينيون للصلاة في الحرم القدسي، عقب استمرار العنف لفترة طويلة".
وختم بالقول إنه "من السابق لأوانه تلخيص الاحتجاجات في الحرم القدسي في 2021، فليس من الواضح دائمًا من الذي بدأ هذه الجولة، ولكن في النهاية، وعند التلخيص تتضح أربعة أشياء، أولها أن الحرم القدسي أكثر المتفجرات حساسية في الشرق الأوسط، وثانيها أنه قد يؤدي حدث تكتيكي صغير في الحرم القدسي إلى اشتعال في عدة قطاعات، وثالثها نجاح رواية الفلسطينيين في تأجيج الانتفاضة، ورابعها وكما لاحظنا بالفعل، وفي كل ما يتعلق بالحرم القدسي، فإن إسرائيل قابلة للطي والانطواء".
اضف تعقيب