قالت كاتبة مستشرقة إسرائيلية؛ إنه "بدلا من إدراك أن القدس أصبحت قضية سياسية حساسة في الساحة الفلسطينية، وتفكيك الألغام فيها بصورة مسبقة، فإن إسرائيل تميل للانتظار حتى تنضج القضية، وتتحول إلى انفجار، بينما يدفع الإسرائيليون كل ثمن ممكن".
وأضافت شمريت مائير، رئيسة التحرير السابقة لموقع "المصدر" في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "المخطط العام للسلوك الإسرائيلي في مسألة القدس بالذات يأخذنا من تصعيد تدريجي إلى التصعيد الكامل، في ظل استرخاء إسرائيلي مرده إلى قناعة لم تعد صحيحة؛ هي أن حماس غير مهتمة بالتصعيد".
وأشارت إلى أن "المسألة بدأت عند وضع نقاط التفتيش الخاصة بالشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود عند باب العامود، وتكرر الأمر مع اقتحامات المستوطنين اليهود إلى الحرم القدسي، وصولا إلى تنظيمهم مسيرة الأعلام اليهودية".
وأوضحت أنه "في كل هذه الحالات كان هناك خياران أمام إسرائيل: أولهما أن نفهم أن هذا حدث متفجر، ويتوجب إلغاؤه مقدما للحيلولة دون الذهاب إلى التصعيد، وثانيهما أن نفهم أنه حدث متفجر، لكننا لا نلغيه مقدما، وأن نقبل العنف على أي حال".
وأكدت أن "صعود الشباب الفلسطيني والجرأة والاستعداد لإظهار رفضهم للسيادة الإسرائيلية في القدس، تم التعبير عن ذلك في تحدي الشرطة والعنف الجامح ضد المستوطنين، وتم ذلك في منتصف النهار، وعلى مرأى ومسمع من وسائل الإعلام وكاميرات المصورين".
اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون: تنازلنا في القدس يعني أننا كالصليبيين مؤقتون
وأوضحت أنه "على الصعيدين الفلسطيني والعربي، شهدنا ما يمكن أن نسميه نشوء محور غزة – القدس، فقد تمكنت حركة حماس من ربط اسمها بشكل أساسي بأنها المدافعة عن مدينة القدس، وهذا يعني أنها لجأت إلى استخدام أسلحتها لأغراض دينية ووطنية سامية، وهو في قلب الصراع مع إسرائيل، والمقصود هنا المسجد الأقصى".
وأشارت إلى أن "محمد الضيف رئيس أركان حماس أعطى كلمته للمقدسيين بأننا وراءكم، ليس فقط وعدا معنويا إعلاميا، بل هو أيضا منخرط جدا في إدارة الحدث، من وراء الكواليس، رغم إصاباته العديدة بفعل محاولات اغتيالاته الفاشلة، وهكذا تم تسمية معركة القدس باسم الضيف، وليس سواه، رغم أن النار في الضفة الغربية، بقيت هادئة نسبيا".
وختمت بالقول بأن "الفلسطينيين انطلقوا من شعارهم بأن "الأقصى في خطر"، وفي ضوء ذلك يمكن فهم العد التنازلي لإطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، وهدف حماس من ذلك هو إظهار سيطرتها على المشهد الفلسطيني، وهو ما يحمل في طياته الكثير من مشاعر الذل والإحباط العميقة لدى الإسرائيليين، رغم أن هذا ليس تفسيرا كافيا، بعد أن تأكد الإسرائيليون على نطاق واسع بأن قوتهم الردعية أصابها التآكل بشكل كبير".
اضف تعقيب