على الرغم من الإجراءات التنظيمية والجهود التوعوية المكثفة التي بُذلت في السنوات الأخيرة لتقليل عدد المدخنين في البلاد، إلا أن نسبة المدخنين لم تتغير تقريبًا وتبلغ نحو 20% وفي المجتمع العربي أعلى قليلا وتبلغ 23.2% (وفقًا لأحدث تقرير صادر عن وزارة الصحة حول معدلات التدخين في إسرائيل). وهذه النسبة أعلى من النِسب في باقي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ولم تنخفض خلال فترة جائحة الكورونا.
عشية اليوم العالمي لمكافحة التدخين وكجزء من رؤيتها نحو "مستقبل بدون دخان"، تطلق شركة "فيليب موريس م.ض" فعاليات لتعزيز التوعية لأضرار تدخين السجائر تحت عنوان : " بِسوى نِتوَقف عن حَرق التبغ".
ويشير استطلاع جديد إلى فكرة خاطئة في أوساط الجمهور بشأن مسببات الأضرار التي تؤدي الى تطور أمراض خطيرة تتعلق بالتدخين. وقد أجرى المسح معهد "شيلوف"، بطلب من "فيليب موريس م.ض" وشمل عيّنة تمثيلية تضم أكثر من 1000 شخص من الجمهور العام البالغ (+18) في البلاد ( من غير المدخنين والمدخنين)، وفحص معتقداتهم بشأن المخاطر الكامنة في تدخين السجائر. ومن ضمن العينة 400 شخص من المجتمع العربي في البلاد.
ويعتقد نحو ثلث المُستطلَعين (30.5%) ( في المجتمع العربي 22.1%) أن النيكوتين هو المسبب الأساسي لتطور أمراض مرتبطة بتدخين السجائر، في حين أن الضرر الأكبر الناجم في الأساس عن دخان السجائر المنبعث من احتراق التبغ، صُنف كعامل ثانوي فقط (13.4%) ( في المجتمع العربي 11.2%)، وحرق التبغ صُنف كعامل ضئيل (3.2%) (في المجتمع العربي 3%) .
كما ظهرت آراء مشابهة في صفوف المدخنين بحيث أن (27.5%) (18.7% في المجتمع العربي) أشاروا إلى أن النيكوتين هو المسبب الأساسي للضرر، فيما يعتقد 7% فقط ( 12% في المجتمع العربي) أن الدخان هو المسبب الأساسي للضرر، بينما يرى 4.1% فقط من المدخنين (2.7% في المجتمع العربي) بأن حرق التبغ هو سبب الضرر.
من الناحية العلمية، فإن العملية التي تطلق كمية كبيرة من المواد الكيميائية الضارة وتلك المتعلقة بالأمراض التي يسببها التدخين هي حرق التبغ. عند إشعال السيجارة، فإنها تحرق التبغ في درجات حرارة تصل إلى 900 درجة مئوية.
وتنجم عن درجات الحرارة المرتفعة الناتجة عن عملية حرق التبغ، معظم المواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان السجائر. وتظهر الأبحاث العلمية أنه كلما ارتفعت درجة حرارة حرق التبغ، ترتفع أكثر مستويات المواد الكيميائية الخطرة الناجمة عنها.
على الرغم من كون النيكوتين مادة تسبب الإدمان ولا يخلو من المخاطر، إلا أنه ليس العامل الرئيسي في تطور الأمراض المرتبطة بالتدخين. إن مصدر النيكوتين هو نبات التبغ. بعد استنشاقه، يتم امتصاص النيكوتين من خلال الرئتين إلى مجرى الدم وينقل إلى أنسجة وأعضاء الجسم، بما في ذلك الدماغ. ويرتبط النيكوتين في الدماغ بمستقبلات معينة ويسبب إفراز الدوبامين وناقلات عصبية أخرى. ويعتبر النيكوتين الذي ينطلق عند درجة حرارة 247 مئوية أحد الأسباب التي تدفع الناس الى التدخين، واستمرار استهلاكه هو أحد العوامل، إلى جانب الطعم والطقوس، التي تلعب دورًا مهمًا في انتقال المدخنين البالغين من السجائر إلى بدائل أخرى أو للرغبة في الإقلاع عن التدخين.
روعي عميت، مدير عام شركة "فيليب موريس م.ض" قال: " الأمر الأفضل للمدخنين هو التوقف عن التدخين. إلا أنه على الرغم من الجهود التنظيمية الكبيرة المبذولة للحد من عدد المدخنين، فإن نسبة المدخنين في إسرائيل بقيت بدون أي تغيير تقريبًا في السنوات الأخيرة وتبلغ نحو 20%، وفي المجتمع العربي أعلى وتصل الى 23.2%. اليوم نعرف أن الضرر الصحي الأساسي الذي يتسبب به تدخين السجائر ناجم عن حرق التبغ. إن إلغاء عملية الحرق يمكن أن يقلل الى حد كبير من مستويات المواد الكيميائية الضارة مقارنة بتدخين السجائر، ولذلك فإن الكثير من الدول المتقدمة بينها الولايات المتحدة، بريطانيا، نيوزيلاندا، قد أدركت أن المنتجات الخالية من الدخان والتي تستند على العلم، من شأنها لعب دور في التوقف عن استخدام السجائر في أوساط المدخنين البالغين. وعليه فإنه بمساعدة تعزيز الوعي حول الموضوع، ومع التشجيع التنظيمي الصحيح (من قبل الهيئات المسؤولة)، نأمل أن يترك المدخنون البالغون السيجارة، وأن ينتقل أولئك الذين يختارون الاستمرار في التدخين الى بدائل بدون حرق، من أجلهم ومن اجل تحسين صحة الجمهور".
اضف تعقيب