باتت النسخة المتحورة "دلتا" المعروفة بالطفرة الهندية الشديدة العدوى والتي رصدت للمرة الأولى في الهند، منتشرة في 85 بلدا على الأقل، بحسب منظمة الصحة العالمية، ما يزيد المخاوف من موجات جديدة من الوباء رغم حملات التطعيم ضد فيروس كورونا.
وتعجز العاصمة الروسية عن السيطرة على فيروس كورونا رغم القيود الصارمة التي فرضت في الأسابيع الأخيرة، وتسجّل أعداد وفيات قياسية متتالية، فيما تواصل النسخة المتحورة "دلتا" تفشيها في العالم، في ظل استياء كبير لدى الدول المتحمسة للعودة إلى الحياة الطبيعية.
وسجلت موسكو من جديد عدد وفيات قياسيا جراء كوفيد-19 مع 144 وفاة خلال 24 ساعة، وهي أسوأ حصيلة منذ بدء تفشي الوباء في المدينة. وكانت العاصمة الروسية سجلت الجمعة عدد وفيات قياسياً بلغ 98 وفاة.
يحصل ذلك رغم فرض قيود بشكل تدريجي، مثل العودة إلى العمل عن بُعد بصورة إلزامية لجزء من الموظفين، والتلقيح الإجباري لموظفي قطاع الخدمات.
واعتبارا من، اليوم الإثنين، ينبغي على كل شخص يرغب بالدخول إلى مطعم في العاصمة أن تكون لديه بطاقة صحية. وبالتالي يجب على سكان موسكو أن يحملوا من المنصة الإلكترونية الخاصة بالمدينة رمز الاستجابة السريعة، الذي يؤكد أنهم ملقحون أو أنهم أُصيبوا بالمرض خلال الستة أشهر الماضية أو أنهم أجروا فحص الكشف عن الإصابة لا تتجاوز مدّته ثلاثة أيام، وفق ما أوضح قبل بضعة أيام رئيس بلدية المدينة سيرغي سوبيانين.
لكن سلطات موسكو لا تعتزم حتى الآن فرض إغلاق عام كما فعلت في ربيع العام 2020، في هذه المدينة التي تعد أكثر من 12 مليون نسمة.
وروسيا هي الدولة الأوروبية الأكثر تضررا من حيث الوفيات مع 130,347 وفاة بحسب أرقام الحكومة. لكن بموجب تعريف أوسع للوفيات المرتبطة بكوفيد، أحصت وكالة روستات للإحصاءات 270 ألف وفاة على الأقل منذ بداية الجائحة حتى نهاية نيسان/أبريل.
أرغمت "دلتا" بعض الدول على مراجعة إستراتيجياتها مع فرض تدابير مشددة لمكافحة الوباء أو إرجاء رفع القيود. آخر هذه الدول كانت جنوب إفريقيا التي سجلت 1,9 مليون إصابة بينها 59900 وفاة.
فقد أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، فرض قيود جديدة في البلاد الأكثر تضررا بفيروس كورونا في القارة السمراء، لمواجهة الارتفاع الكبير في عدد الإصابات الناتج عن المتحورة دلتا كما في دول أخرى.
وقال رامابوزا "نواجه موجة مدمرة يدل كل شيء على أنها ستكون أسوأ من سابقاتها"، معلنا "حظر كل التجمعات، سواء في الداخل أو الخارج، باستثناء الجنازات التي يسمح لخمسين شخصا كحد أقصى بالمشاركة فيها".
ويمنع أيضا بيع الكحول وتم تمديد مدة حظر التجول (من الساعة التاسعة مساء حتى الرابعة فجرا)، كما ستغلق المدارس بحلول الجمعة.
في المقابل، تواصل إيطاليا رفع القيود. ويتوقع إلغاء حظر التجول في وادي أوستا، المنطقة الإيطالية الوحيدة، حيث كان لا يزال ساريا، كما أن وضع الكمامات لم يعد إلزاميا في الخارج، باستثناء في الأماكن المكتظة.
لكن وزير الصحة روبرتو سبيرانزا، أكد أن "المعركة لم تكسب بعد"، مشيرا إلى النسخ المتحوّرة شديدة العدوى خصوصا "دلتا".
وكانت إيطاليا أول دولة في أوروبا يتفشى فيها كوفيد في الفصل الأول من العام 2020، وهي من بين الدول الأكثر تضررا من الوباء بتسجيلها أكثر من 4,25 ملايين إصابة و127,418 وفاة، بينها 56 في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة 3,919,801 شخص في العالم منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية، والولايات المتحدة هي أكثر الدول تضررا لناحية الوفيات 603,966 والإصابات 33,624,776، حتى مساء الأحد.
اضف تعقيب