قال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، إن "إسرائيل وحماس تتبادلان الرسائل على الأرض، لكن المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى وإعادة إعمار قطاع غزة توقفت، ويستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال جولة قتال جديدة في قطاع غزة، وقد تشمل هذه المرة عمليات برية واسعة النطاق داخل القطاع".
وأضاف يوني بن مناحيم، محرر الشؤون العربية في الإذاعة الإسرائيلية، في مقاله على موقع نيوز ون، ترجمته "عربي21"، أن "هذا الأسبوع حاسم من حيث استقرار إطلاق النار في غزة، وإعادة إعمارها، والمخابرات المصرية تنتظر عودة الوفد الإسرائيلي للقاهرة، مع إجابات لمطالب حماس بخصوص صفقة تبادل الأسرى، وإعادة إعمار القطاع، حيث دعت الحركة إسرائيل للإسراع في الاستجابة لمطالبها بشأن تخفيف الحصار عن غزة".
وأوضح أن "الأطراف لا تزال تدرس الاقتراح الجديد بتحويل جزء من المنحة الشهرية القطرية إلى مئة ألف أسرة محتاجة في قطاع غزة عبر الأمم المتحدة والبنوك الفلسطينية، فيما تنشغل إسرائيل وحماس بإرسال رسائل مشتركة، حيث تطلق حماس بالونات حارقة على مستوطنات غلاف غزة، وترد إسرائيل بقصف أهداف لحماس في غزة، وتبدي حرصا على قصف أهداف غير مأهولة؛ حتى لا تسفر عن إصابات وتصعيد".
وكشف أن "محادثات القاهرة بين الجانبين تتعثر، حيث أبلغ الوفد الإسرائيلي المخابرات المصرية أنه ليس مخولا بمناقشة الإفراج عن الأسرى "الملطخة أيديهم بالدماء"، وأن الحكومة فقط مخولة بذلك، وطالب بمعلومات عن الحالة الصحية للأسرى لدى حماس، وحينها ستتم مناقشة مبادئ الصفقة، لكن رد حماس تضمن إطلاق سراح النساء والقاصرين كخطوة أولى، تمامًا كما حدث في المرحلة الأولى من صفقة شاليط في 2011".
وأشار إلى أن "حماس أبلغت مصر أن صبرها ينفد، وأن استمرار إسرائيل في ربط قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين بالإعمار سيؤدي لتصعيد كبير على حدود غزة، لأن الأسرى سيطلق مقابلهم أسرى فقط، وإعادة إعمار قطاع غزة "قضية إنسانية" لا علاقة لها بالصفقة، فيما تظهر مصر غضبا من رد فعل إسرائيل على إطلاق بالونات حارقة على المستوطنات، ويبدو أن الأجواء تبدو متشائمة".
وأكد أن "المفاوضات مغلقة في جميع القضايا، بينما المعابر الحدودية من إسرائيل إلى قطاع غزة مغلقة، ومنطقة الصيد تقتصر على 6 أميال فقط، وقطاع غزة محاصر بحصار شديد منذ أكثر من شهر، والجمهور في قطاع غزة يصرخ، وقيادة حماس تناقش كيف تستمر هذه العلاقة مع إسرائيل، في ظل فشل الاتصالات بين إسرائيل والمخابرات المصرية حتى الآن، ما دفع حماس لاستئناف إطلاق البالونات الحارقة".
وأوضح أن "إسرائيل تحاول الآن تقويض قدرة حماس على تجديد ترسانتها الصاروخية، فيما أصدر رئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي عاد من زيارة مهمة إلى الولايات المتحدة، تعليماته للجيش بالاستعداد للحرب في قطاع غزة، في مواجهة جمود محادثات القاهرة، والعجز عن تحقيق نتائج حقيقية بعد الحرب".
وأكد أن "ما يزيد التوتر أن اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى مستمرة، ولا يزال ترحيل العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح معلقا أمام المحاكم الإسرائيلية، وبدأت بؤرة ساخنة جديدة في حي البستان في قرية سلوان في شرقي القدس، وتتابع حماس باهتمام كبير الحكومة الجديدة في إسرائيل وتصريحات رئيس الوزراء نفتالي بينيت عن إمكانية شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة إذا لزم الأمر".
وختم بالقول إن "هناك قلقا لدى حماس من أن الجيش الإسرائيلي يعد عملية برية مفاجئة في جولة القتال الجديدة، التي قد توجه ضربة قوية للحركة، بعد أن تعلم الدروس من الحرب الأخيرة في قطاع غزة، فيما يتعلق بضرورة إحداث الشلل السريع لقاذفات الصواريخ المنطلقة من غزة باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
اضف تعقيب