هدد مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى بأن "حرب لبنان الثالثة هي مسألة وقت وحسب"، حسبما نقل عنه موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الأحد. ويأتي هذا التهديد على خلفية الأزمة الاقتصادية الشديد التي تواجهها الدولة اللبنانية في ظل فراغ سلطوي وأن إيران وحزب الله يسعيان إلى توسيع سيطرتهما في لبنان.
وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي إن "حزب الله بدأ بدعم المنتجات الغذائية والوقود، وفتح شبكات صرافات آلية للمواطنين الشيعة فقط، وذلك في الوقت الذي ينهار فيه الجهاز المصرفي ومحطاط الوقود ترفع الأسعار بشكل كبير بسبب النقص الشديد في السوق".
وأشار المسؤول نفسه إلى ما وصفه بـ"تحولات خطيرة" في لبنان خلال السنة الأخيرة، وأن أبرزها استمرار تطوير وتقدم مشروع حزب الله بتحسين دقة الصواريخ، "الذي يهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية عموما ومنشآت إستراتيجية، مثل محطات توليد الكهرباء والبنية التحتية المائية ورموز الحكم، خصوصا".
وأضاف أنه "في موزاة ذلك، يواصل حزب الله التسلح بمنظومات دفاع جوي تهدد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في المجال اللبناني والمنطقة. وهذه قضية مقلقة جدا".
وتابع المسؤول الأمني الإسرائيلي أنه لا يوجد تقدم في المفاوضات حول الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، وذلك بسبب الوضع السياسي في لبنان "الذي لا يسمح بالتقدم من دون موافقة حزب الله". وبحسبه، فإن حزب الله يمنع السلطات اللبنانية من التوصل لتسوية في موضع إلقاء كميات كبيرة من النفايات مقابل بلدة المطلة وداخل الأراضي اللبنانية، "ولكن بشكل يلحق ضررا بالسكان، وذلك في أعقاب ضغوط إيرانية في هذا الموضوع ورغم تدخل قوات يونيفيل".
وقال المسؤول الإسرائيلي إن وضع الجيش اللبناني يثير قلقا كبيرا، وأن "تفتت الجيش اللبناني بسبب مشاكل مستمرة سيعزز حزب الله ويساعده في السيطرة على منظومات أسلحة، مثل دبابات وطائرات وأسلحة أخرى. وجرى نقل رسائل حول هذا الموضوع إلى كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وبموجبها يتعين على الولايات المتحدة دعم وتعزيز الجيش اللبناني من أجل منع نشوء فراغ آخر في المجال الأمني، سيدخل إليه حزب الله وإيران بسرعة".
وفيما يتعلق بالجيش الإسرائيلي، قال المسؤول نفسه إنه "على الجيش أن يعزز قدراته، وذلك، بين أسباب أخرى، بسبب القدرات الفتاكة لحزب الله وتعقيدات مواجهة مسلحة في لبنان التي تستوجب اجتياحا بريا عميقا. والتطورات في لبنان تلزم المستوى السياسي (الحكومة الإسرائيلية) بأن تحسم في الكثير من المسائل المتعلقة ببناء قوة حزب الله الذي يحصل بشكل متواصل على مساعدات من إيران".
وفي غضون ذلك، يسعى وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ووزير المالية، أفيغدور ليبرمان، في الفترة المقبلة إلى دفع خطة لإنهاء "العائق" عند الحدود بين إسرائيل ولبنان بتكلفة مليار شيكل، "وبشكل يمنع حزب الله من تنفيذ تهديداته، وبينها غزو واسع للبلدات المحاذية من الجدار الحدودي ومواقع الجيش الإسرائيلي".
ويشمل هذا "العائق" عمليات هندسية، جدارا مرتفعا، جدارا جديدا في مواقع حساسة ومنظومات تكنولوجية متطورة. وسيعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، في أيلول/سبتمبر المقبل، مداولات خاصة حول تحصين المباني في شمال إسرائيل.
اضف تعقيب