صحيفة اسرائيلية: هكذا أفشل فلسطينيو 48 خطط الجيش الاسرائيلي أثناء عدوانه على غزة
سلطت صحيفة إسرائيلية الضوء على الدور الذي لعبه فلسطينيو الداخل المحتل عام 1948، ويحملون الجنسية الإسرائيلية، في إفشال خطط جيش الاحتلال أثناء عدوانه الأخير على قطاع غزة.
نقص كبير
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقال لمعلقها العسكري، يوسي يهوشع، أن العدوان الأخير على قطاع غزة الذي انطلق في 10 أيار/ مايو 2021 واستمر 11 يوما مخلفا دمارا واسعا في مختلف قطاعات الحياة في غزة، إلى "انتفاضة العرب بالداخل الإسرائيلي".
وأكدت أن "انتفاضة العرب خلقت مشكلة جسيمة جدا وخطيرة للجيش الإسرائيلي في مجال التسفير والنقل للآليات الثقيلة بما فيها الدبابات، المجنزرات والباصات لنقل الجنود في الطوارئ".
وأوضحت أن "سبب ذلك؛ أن عددا كبيرا من السائقين في شركات التسفير ومشغلي العتاد الآلي الثقيل ضمن مرافق الطوارئ، هم عرب لم يمتثلوا إلى المهام، ووصل فقط 40 سائقا من أصل 500".
ونوهت أن "الجيش لهذا السبب فعل خطة طوارئ، في إطارها جُند سائقون من وحدات أخرى في صالح المهام الحرجة مثل؛ نقل الدبابات والمجنزرات من الجولان إلى المناطق قرب قطاع غزة"، مضيفة: "من السهل أن نخمن ماذا كان سيحصل لو نشبت حرب في الجبهة الشمالية، وكان الجيش بحاجة لمئات عديدة أخرى من السائقين في الطوارئ".
وعلمت "يديعوت"، أن رئيس شعبة النقليات الجنرال "ايتسيك ترجمان"، سيعرض التحقيق في هذا الموضوع على رئيس الأركان أفيف كوخافي بعد أسبوعين، وسيتعين على الجيش أن يجد حلا لهذا الأمر، زاعمة أن "نقص السائقين شوش على حملة برية كان يفترض أن تكون حملة خداع يقوم بها الجيش، وكان هدفها إدخال مئات العناصر من حماس إلى الأنفاق، ومن ثم قصفهم من الجو".
وأضافت: "هذه الحملة، التي كانت سلاحا استراتيجيا وسريا، لم تنجح لأن الجيش هاجم من الجو قبل ذلك للوسيط التحت أرضي، إضافة إلى ذلك، لم تنجح مناورة الخداع لأنه لم يتم إدخال قوات برية إلى القطاع، هذا الموضوع يحقق فيه الجيش وسيعرض النتائج على كوخافي".
ونوهت الصحيفة، أن "اتحاد شركات النقل في إسرائيل، حذر منذ سنين عديدة من النقص الكبير في سائقي المركبات الثقيلة في الأيام العادية، ولا سيما في أوقات الطوارئ للحملات العسكرية".
نداء استيقاظ
وفي كتاب بعث به رئيس الاتحاد "غابي بن هاروش" قبل نحو عامين لمأمور شكاوى الجمهور اللواء احتياط "اسحق بريك"، ورد فيه ضمن أمور أخرى؛ أن النقص في القوى البشرية في الجيش وجد تعبيره في النقص الخطير في سائقي المركبات الثقيلة، وليس للمرافق المدنية القدرة على تلبية كل مطالب الجيش عند الطوارئ".
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، "ينقص نحو 2000 سائق مركبة ثقيلة لخدمة المرافق المدنية وما ينشأ عن ذلك هو نقص في سائقي المركبات الثقيلة للجيش في أوقات الطوارئ".
ورأى بن هاروش، أن النقص في عدد السائقين عامة واليهود خاصة، يؤدي إلى أن "يدفع الجيش ثمن ذلك في الحملات العسكرية"، مضيفا: "الوضع آخذ في التفاقم، ولو فتحت حرب في لبنان لدفعنا على ذلك الثمن بحياة الكثير من الناس، في توريد الذخيرة بالدبابات وتسفير الجنود".
وفي سياق متصل، تحدث المفتش العام لشرطة الاحتلال "كوبي شبتاي" لـ"يديعوت"، حول "انتفاضة العرب في المدن المختلطة (عرب ويهود)، وأكد أن "إسرائيل لم تستعد كما ينبغي للتصدي لهذا السيناريو، وهو يستوجب تدخل الكابينت الأمني ليشمل نشاط الجيش والشرطة في الطوارئ في سيناريو أخطر لحرب متعددة الجبهات تضم حزب الله".
وسبق أن أوصى رئيس شعبة العمليات المنصرف "أهرون حليوة"، بإقامة "حرس وطني مبني على أطر احتياط كبيرة تكون تابعة لألوية الشرطة، تساعد في الطوارئ في فتح محاور السير؛ في النقب وفي الشمال".
ورأى مسؤول كبير في جيش الاحتلال، أن العدوان الأخير على غزة والذي أطلق عليه الاحتلال حملة "حارس الأسوار"، هو "نداء استيقاظ للجيش، للشرطة والقيادة السياسية للاستعداد لسيناريو مواجهة متعددة الجبهات خطيرة قد تنشب في الجولة التالية".
وتابع: "لا يمكن للجيش أن يبقى بدون سائقي نقل للدبابات أو الباصات، بل وملزم بأن تكون محاور السير في الشمال والجنوب مفتوحة في الحرب، وإلا فإن القوات البرية لن تحقق أهدافها ولا القيام بمهامها".
اضف تعقيب