سلط معهد إسرائيلي الضوء على العديد من التحديات والتهديدات البارزة التي تعصف باسرائيل، مقدما العديد من التوصيات للحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، للتعامل مع هذه التحديات في محاولة لتجاوزها.
وأوضح "معهد السياسات والاستراتيجية" الإسرائيلي، في تقرير أعده طاقم المعهد، أن "الحكومة الجديدة تعيش في أجواء عاصفة جدا وحادة، في كل ما يتعلق بقدرة إسرائيل على التصدي للأزمة المتعددة الأبعاد التي تغرق فيها".
ونوه إلى أنه "مع غياب سياسة مرتبة وعدم القدرة على اتخاذ وتنفيذ القرارات الضرورية، كشفت فجوات خطيرة أمام التحديات الأمنية الاستراتيجية التي تقف أمامها إسرائيل"، مسلطا الضوء على "5 تحديات وتهديدات بارزة تستوجب ردا فوريا، توصيات التصدي لها".
التحدي الأول: العلاقات مع الولايات المتحدة
وأكد المعهد أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، "جسد حاجة إسرائيل لإسناد أمريكي، سياسي وعسكري، إضافة للتنسيق الأقصى مع الإدارة في سياقات أوسع بكثير من غزة"، منوها إلى أن "التصعيد كشف الوزن المتزايد للخط النقدي تجاه إسرائيل في صفوف الجيل الشاب في الحزب الديمقراطي وناخبيه، في أوساط يهود أمريكا وحتى في معقل التأييد الأبرز لها بالكونغرس".
ونبه إلى أن "المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، من شأنها أيضا أن تسمم العلاقات"، مؤكدا أن "سياسة إسرائيل تجاه الصين، من شأنها أن تتركها خارج الجبهة الدولية التي تقيمها الإدارة الأمريكية، وواشنطن توضح لتل أبيب، بأنها قلقة من مستوى رقابتها على الاستثمارات الصينية، ولا سيما في القطاع التكنولوجي، مما يعرض المصالح الحيوية الأمريكية للخطر".
ونبه المعهد إلى أهمية "شطب الحكومة الإسرائيلية عن جدول الأعمال النية لعمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني؛ وهنا مطلوب الدخول مع واشنطن في تنسيق استراتيجي مشترك وحوار عن المقابل الذي ستحصل عليه إسرائيل والضمانات في حالة لم يتم النجاح في تحقيق الهدف المعلن للوصول إلى اتفاق أقوى وأطول مع طهران".
وشدد على أهمية أن "تبلور إسرائيل خطة شاملة لترميم مكانتها ثنائية الحزب في الولايات المتحدة وعلاقاتها مع يهود الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي".
التحدي الثاني: ميزانية وخطة متعددة السنين
وأفاد أن "اثنين من السياقات الاستراتيجية الواضحة في إسرائيل، يرسمان لها اتجاها بعيد المدى، سلم أولويات وسياسة محدثة في مواجهة الواقع المتغير، تعطلا في السنوات الأخيرة هما؛ الميزانية وخطة متعددة السنين للجيش".
ولفت إلى أن "غياب ميزانية تستشرف المستقبل، ترك إسرائيل بدون جواب مرتب حيال الشرخ الاقتصادي - الاجتماعي غير المسبوق، مع عجز متضخم وبلا قدرة على سد الفجوات الخطيرة في استعدادات الجبهة الداخلية في حالات الطوارئ، وفي السياقات الصحية والأمنية".
كما أن "غياب الميزانية، لم يسمح للجيش بتنفيذ خطته المتعددة السنين (ترش)، بشكل يمس بقدرته على بناء أجوبة وقدرات عملياتية بالتحديات الأمنية الناشئة، وهي سياقات تستغرق سنوات"، بحسب المعهد.
ومن أجل تجاوز هذا التحدي، شدد على وجوب أن "تبلور الحكومة بشكل فوري، ميزانية تتصدى للتحديات وللواقع المتغير، وسد ثغرات خطيرة في جاهزية الجبهة الداخلية للحرب، في أعقاب كورونا والعدوان الأخير على غزة".
التحدي الثالث: علاقات اليهود بالعرب في الداخل
وبين "معهد السياسات والاستراتيجية" الإسرائيلي، أن "المواجهات التي تفجرت في المجتمع العربي على خلفية العدوان على غزة، تمثل شرخا عميقا في علاقات العرب واليهود، وقنبلة موقوتة تهدد إسرائيل، ويدور الحديث عن تعبير لفشل طويل لإسرائيل في مجال الاندماج"، منوها إلى أن "لدى إسرائيل مشكلة في قدرتها على لجم المتطرفين اليهود الذين أخذوا القانون بأيديهم".
ورأى أن التعامل مع هذه التحدي يتطلب من الحكومة أن "تطبق إنفاذا لا هوادة فيه لإعادة النظام (استخبارات، اعتقالات، محاكمات، عقاب رادع)، وهذا حيوي لإعادة الحياة لمسارها ومعالجة رأب الصدع بين الجماعات الأهلية في المدن المختلطة (عرب ويهود)".
وبالتوازي، "مطلوب أن ينفذ بشكل فوري وبتوسع الخطط والميزانيات لمعالجة المجتمع العربي، وفي بؤرة الجهد يجب أن يكون القضاء على الجريمة، تشجيع القيادات المحلية ودعمها وكذا تسريع سياقات الاندماج حيال المجتمع اليهودي ومؤسسات إسرائيل"، بحسب الرؤية الإسرائيلية.
التحدي الرابع: الساحة الفلسطينية
في ما يخص هذا التحدي، أكد أن "الاستراتيجية الإسرائيلية فشلت، وانهار المفهوم الذي يقول، إن الاعتراف بحكم حماس في غزة وتحسين الظروف المدنية في القطاع من جهة وإضعاف السلطة في الضفة من جهة أخرى، سيمنع مسيرة سياسية على أساس حل الدولتين في ظل الحفاظ على التوازن الأمني، وجاء التصعيد ليجسد أنه في لحظة الاختبار يتغلب جدول الأعمال الأيديولوجي لحماس على باقي اعتباراتها".
وبالمقابل، "كنتيجة لسياسة تل أبيب، ضعفت السلطة بشكل من شأنه أن يجتذب إسرائيل بالتدريج إلى إدارة حياة السكان الفلسطينيين؛ وفرز قوات من الجيش للساحة على حساب قدرته على التركيز على التحديات الاستراتيجية في إيران وفي الساحة الشمالية".
ونصح المعهد الحكومة الإسرائيلية بالعمل على "قلب سلم الأولويات تجاه الساحة الفلسطينية، وأن تعمل على إضعاف حماس، دون المساومة على تحسين الظروف الإنسانية في القطاع التي هي مصلحة إسرائيلية، وبالتوازي تغير بشكل جذري نهجها تجاه السلطة التي تمثل البديل السياسي لحل النزاع، والتي يجب تعزيزها بكل وسيلة كمنظومة سلطوية".
التحدي الخامس: المملكة الأردنية الهاشمية
ومع استمرار تفشي كورونا والعدوان على غزة، "كان استقرار المملكة الهاشمية وتعاونها مع إسرائيل قيد الاختبار، حيث دفع تخوف عمان من تآكل مكانتها في القدس لصالح السعودية، بنسيج العلاقات مع المملكة وضعضعت اتفاق السلام معها".
وأكد المعهد الإسرائيلي، أنه "لا يوجد بديل للأردن بشأن أمن إسرائيل، والتعاون الأمني مع المملكة يحمي الحدود الأطول، ويبقيها هادئة وآمنة ويوفر عمقا استراتيجيا بما في ذلك حيال إيران".
اضف تعقيب