تحدث السفير الإسرائيلي السابق، إسحاق ليفانون في مصر، عن الهزيمة الأمريكية في أفغانستان، والدروس المستفادة من هذه المعركة التي انتهت بخروج مذل للقوات الأمريكية وانتصار لحركة طالبان.
وفي مقال له بصحيفة "معاريف" الاثنين، قال ليفانون: "يبدو أن الهزيمة في أفغانستان ستكوي ليس فقط الوعي الأمريكي بل والوعي العالمي؛ فالصور القاسية من الميدان ذكرت الكثيرين بصور سقوط عاصمة جنوب فيتنام سايغون، في السبعينيات أو بفشل تحرير الرهائن الأمريكيين في طهران".
ورأى أن "ما سيبقى أثره في الذاكرة الجماعية الأمريكية، الفشل في أفغانستان، حيث أشعل هذا الفشل أضواء حمراء لدى الكثيرين، بما في ذلك لدى إسرائيل، وبالتالي لا مفر من استخلاص الدروس؛ وهي كثيرة، فقد بدأت الدول منذ الآن تتعلم وتقدر وضعها تجاه أمريكا المتغيرة".
ولفت السفير، إلى أن "من حق أمريكا الكامل أن تقرر ترك أفغانستان، ولكن كان يمكن لها أن تترك تدريجيا"، مؤكدا أن "أساس النقد، هو على الهزيمة الأمريكية".
وتابع: "من هنا، المبدأ الهام الذي تطبقه إسرائيل منذ قيامها ألا وهو؛ الاعتماد على قوة عظمى هو أمر جيد، ولكن الاعتماد على ذاتك هو جيد أكثر بكثير".
وزعم أن "إسرائيل لم تطلب من أمريكا أن تقاتل بدلا منها، وأن يسقط جنود أمريكيون في حروبنا، ولكن يوجد درس آخر، وهو الحرب ضد "الإرهاب"، يوجد فرق بين تواجد قوة عظمى في دولة أخرى كي تساعد على الحكم أو تساعدها في إعادة البناء، وبين مكوث ينطوي على "مكافحة للإرهاب" ومنع تصديره لمناطق أخرى بل والقضاء عليه".
ونوه ليفانون إلى أن "الاستخبارات الأمريكية عرفت بأن الأفغان غير قادرين على القيام بمهمة الكفاح ضد طالبان، والفشل الاستخباري الأمريكي يحرق العين لأن أمريكا بقيت كما أسلفنا 20 سنة في أفغانستان، وكان يفترض بها أن تعرف كل ما يحصل في الدولة".
وقدر أن "الولايات المتحدة ستستغرق بعض الوقت كي تنتعش من الإصابة الشديدة في صورتها، ولكنها ستعيد بناء نفسها، وبالنسبة لقطعتنا الصغيرة في الشرق الأوسط، ينبغي العمل بالتوازي في مستويين؛ الأول تعزيز العلاقة مع إدارة جو بايدن وتعظيم المصالح المشتركة".
والثاني بحسب السفير، "خلق إطار إقليمي يضم دولا توجد لإسرائيل معها علاقات دبلوماسية (تطبيع)، بينها المغرب، مصر، الأردن، الإمارات والبحرين، وسيكون لهذا الإطار تنسيقات استراتيجية، لقاءات دولية لتوثيق العلاقة، ومثل هذا الإطار سيشكل سندا لكل واحدة من الدول المذكورة في يوم سياسي بارد".
جدير بالذكر، أن حركة طالبان تمكنت من فرض سيطرتها على كامل أفغانستان، ودحر القوات الأمريكية، بالتزامن مع انهيار سريع للجيش الأفغاني الذي أشرفت على تدريبه القوات الأمريكية مدة 20 عاما.
اضف تعقيب