في الوقت الذي تتأهب فيه قوات الاحتلال لاحتمالية اندلاع مواجهات جديدة بين الفلسطينيين الرافضين لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، فقد ساهمت هذه التخوفات الأمنية في جعل شوارع القدس المحتلة مقفرة من المستوطنين، رغم أنهم كانوا في مثل هذه الأيام من كل عام يأتون إليها بأعداد كبيرة.
وفي الوقت ذاته، يخطط نشطاء يمينيون لـ"مسيرة الأعلام"، فيما تواصل المقاومة في غزة إصدار تهديداتها بمنع حصول هذا الحدث الاستفزازي.
ويمر هذه الأيام عام تقريبا على الأحداث التي سبقت عملية "حارس الأسوار"، وهو العدوان الإسرائيلي على غزة، بسبب الأحداث ذاتها التي تتكرر هذه الأيام، والمتعلقة باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، ومسيرات الأعلام الاستفزازية.
وتتصاعد الاحتجاجات في المسجد إلى مستوى غير مسبوق، لا سيما تهديدات المقاومة في قطاع غزة بإطلاق المزيد من الصواريخ على نشطاء اليمين، المقتحمين.
حاييم غولديتش، الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ذكر في مقال ترجمته "عربي21"، أن "نتائج التوتر الذي تشهده المدينة المقدسة تمثلت في انخفاض أعداد كبيرة من اليهود، وهم يعبرون عن خيبة أمل شديدة بعد الأمل في إزالة قيود كورونا".
وأضاف أنه "منذ بداية شهر رمضان، يسود الهدوء القدس ومحيطها، وينتشر الآلاف من رجال الشرطة كل يوم على جميع طرق النقل الرئيسة وسط المدينة، وهم مستنفرون لأي سيناريو، تحسبا لاندلاع أي هجوم فدائي، خشية زيادة التوترات الأمنية، مع إعلان عدد من المنظمات اليمينية اليهودية عزمها على تنظيم مسيرة أعلام حول أسوار المدينة، الأربعاء".
الجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للشعبة السياسية والأمنية بوزارة الحرب، زعم في حوار مع صحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21" أن "حماس لا تريد مواجهة مباشرة مع غزة، لكنها معنية بإشعال القدس، رغم أن الحركة لديها استراتيجية ثابتة ذات أجندة معروفة، وأيديولوجيتها هي تدمير إسرائيل، وهي تعني ذلك".
وأضاف أنه "بالتزامن مع توترات القدس والأقصى فإن المؤسسة العسكرية تعمل في مواجهة ارتفاع مستوى الإنذارات الأمنية، وربط التحذيرات بالمعلومات الاستخبارية، وسط مخاوف من تكرار نموذج العمليات النابعة من فكرة المحاكاة والتقليد، خاصة تنفيذها في مدينة القدس".
اضف تعقيب