أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أنه مع تصاعد التوتر في الأرضي المحتلة، واستمرار اقتحامات المسجد الأقصى وقصف غزة بين الحين والآخر، إضافة لإشارات مقلقة من حركة "فتح"، فإن احتمال الانفجار يبقى عاليا.
وأوضحت الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "إطلاق صاروخ من غزة في مساء الاثنين، بعد أكثر من نصف سنة من الهدوء في الجنوب، ما زال لا يشكل انعطافة في التصعيد المتواصل بين اسرائيل والفلسطينيين، وتل أبيب ما زالت تحاول استيعاب الواقع الأمني المتوتر"، زاعمة أن "إسرائيل حتى الآن لا تعد الأرضية لعملية عسكرية في غزة".
فجوة كبيرة
وقالت: "هذا يحدث لأن الحكومة الحالية، مثل سابقاتها، تتصرف حسب لائحة أسعار غير رسمية إزاء حركة حماس في القطاع، وهذه حقيقة يتم نفيها بشكل علني لكنها معروفة للجميع"، منوهة إلى "وجود فجوة كبيرة في مجال ردود إسرائيل".
وذكرت الصحيفة، أن "حماس تعرف جيدا، أنه من ناحية الحكومات المتعاقبة في إسرائيل، فإن حكم عسقلان ليس مثل حكم تل أبيب، وإطلاق صاروخ على مستوطنات غلاف غزة يمكنها جلب رد ضعيف، ولكن استهدف تل أبيب على الأغلب يقود لرد أشد".
ورأت أن انتقاد حزب "الليكود" برئاسة زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، لحكومة نفتالي بينيت بأنها "لم تظهر خطا حازما أكثر إزاء حماس"، انتقاد "غير جدي"، لأن ذات الأمر حصل في فترة نتنياهو، وفي المقابل، رد رئيس الحكومة بينيت كان صبياني، وكان بفضل له أن يتجاهل الأمر".
وشككت "هآرتس"، في "تقدير الاستخبارات الإسرائيلية؛ بأن المسؤول عن الإطلاق كما يبدو هي حركة الجهاد الإسلامي، فإطلاق الصاروخ يدعو إلى التشكيك في هذه الفرضية، فمن المحتمل أن حماس تطلق العنان للجهاد أو حتى تتعمد استخدام نيرانه كإشارة تهديد لإسرائيل".
وأضافت: "بالإجمال، الوضع الأمني المتوتر بقي على حاله، في كل الأراضي الفلسطينية، وبدون إشارات لانعطافه حاسمة، للأفضل أو الأسوأ، والامكانية الكامنة للانفجار بقيت مرتفعة، بسبب خطوات إسرائيل".
مشاركة استثنائية
ونوهت إلى أنه "بعد كل حادث في القدس يهدد عضو الكنيست ايتمار بن غبير (من حزب الصهيونية الدينية) بنقل مكتبه المتحرك، وهو حافز تصعيد ثابت، إلى البلدة القديمة، وبقي المسجد الأقصى بؤرة رئيسية للقلق".
ولفتت إلى أن "التوتر في الحرم يؤثر على علاقات إسرائيل مع الدول المجاورة، في تل أبيب اعتادوا على وجود فجوة بين الأقوال التي يقولها الزعماء العرب في الغرف المغلقة وبين الإدانات العلنية، ولكن في هذه المرة ذهب رئيس الحكومة الاردنية، بشر الخصاونة، خطوة أخرى أبعد من ذلك عندما شجع راشقي الحجارة الفلسطينيين في القدس، وبينيت اضطر بصورة استثنائية إلى إدانة تصريحات نظيره الأردني".
وأفادت الصحيفة، أن "كلا من الجيش و"الشاباك" يتابعون هوية منفذي العمليات، وهم أفراد في معظمهم، ولكن هناك أيضا دلائل أولية على انضمام نشطاء من منظمات للمقاومة المسلحة لدخول الجيش الاسرائيلي إلى المدن ومخيمات اللاجئين في الضفة".
وفي هذا الشأن، "يجدر الانتباه لما يحدث داخل حركة فتح، فالذراع العسكري للتنظيم أعطى رعايته لعدد من جنازات الشهداء في جنين، وفتح لم تتنكر لوالد منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب التي أدت لمقتل ثلاثة إسرائيليين، وهو شخصية رفيعة سابقة في أجهزة الأمن الفلسطينية".
وأشارت إلى أن "مشاركة فتح الاستثنائية في اجتماع غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في غزة، هي إشارة مقلقة، تنوه أن السلطة الفلسطينية بدأت تتحدث بصوتين".
اضف تعقيب