X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      02/11/2024 |    (توقيت القدس)

البروفيسور منذر بولص : الموت المفاجئ سببه اضطراب كهربائي في بطين القلب ولا تربطه أي علاقة بالكورونا أو التطعيم ضدها

من : قسماوي نت
نشر : 17/06/2022 - 16:40

توفي, خلال الأسبوعين الأخيرين, تسعة مواطنين عرب جراء تعرضهم الى نوبات قلبية مفاجئة, جميعهم كانوا في جيل الثلاثينات والأربعينات.

وقد أثار هذا الأمر موجة من التساؤلات فيما اذا كانت هناك علاقة بين الوفيات والإصابة بالكورونا أو التطعيم ضد الكورونا.

حول هذا الموضوع أجرينا هذه المقابلة الخاصة مع البروفيسور منذر بولص مدير وحدة الألكتروفيزيولوجيا  ومنظمات القلب في مستشفى "رمبام" سابقاً (لغاية قبل شهر) ،البروفيسور والمحاضر في كلية الطب في التخنيون.

 الارتفاع الأخير  في حالات الوفيات بسبب السكتة القلبية في المجتمع العربي أحدث نوعا من الدهشة والهلع.

ما سبب هذا الارتفاع؟

البروفيسور بولص: قضية الارتفاع (بين قوسين) في حالات الموت المفاجئ تسببت بجدل كبير وأصبح هناك خلط للأوراق واضطرابات معينة, وأصبح هناك شعور وكأن قضية الموت المفاجئ لم تكن موجودة وكأنها وُجدت فقط في زمن الكورونا أو بسبب التطعيمات للكورونا. وقبل الدخول الى قضية فيما اذا كانت هناك علاقة بين الكورونا أو التطعيم ضدها والموت المفاجئ, دعني أوضّح لك مشكلة الموت المفاجئ التي هي أهم بكثير من الصلة بينه وبين الكورونا. 

فالموت المفاجيء كان موجودا منذ تطوّرت المجتمعات الغربية منذ سنوات طويلة, كان قبل الكورونا وخلال الكورونا وسيبقى موجودا بعد الكورونا.

ما سبب الموت المفاجئ الذي تتحدث عنه؟

البروفيسور بولص: هو نتيجة لحدوث اضطراب في كهربا ء القلب في البطين بحيث يحصل تسارع في العمل الكهربائي للبطين ونتيجة ذلك يحصل رجفان للبطين, أي يصبح القلب يفرفر وبالتالي يتوقف القلب ولا يواصل ضخ الدم, وخلال دقائق معدودة يتوفى المريض اذا لم يحصل على العلاج. هذه المشكلة موجودة في المجتمعات بنسب وأعداد هائلة, فحوالي 15 -20% من جميع حالات الوفاة في المجتمعات الغربية سببها هذه الآلية (الاضطراب الكهربائي في البطين). في إسرائيل يموت كل سنة حوالي 10 آلاف شخص وفي الولايات المتحدة يموت كل سنة 350 ألف إنسان بالموت الكهربائي المفاجئ للقلب. إنها مشكلة شائعة وعويصة أشغلتنا وأشغلت الطب والباحثين وأصبح هناك نوع من التقدم بهذا الخصوص, وفي نفس الوقت بقي لدينا نوع من عدم الرضى بسبب بقاء نسبة عالية من ضحايا الموت المفاجئ الذين لا نستطيع إنقاذهم.

ما الذي يسبب هذا الاضطراب الكهربائي؟

البروفيسور بولص: الأمراض التي تسبب هذه الحالة هي أمراض قلب عديدة ولكن على رأس هذه القائمة هو مرض تصلّب شرايين القلب التاجية الذي يحصل نتيجة لانسداد شرايين ورسوبات من الكلس والكولسترول وخلايا معينة التي تؤدي الى تضيّق في الشريان فلا يجري فيه الدم بالشكل الكافي وهذا المرض الشائع هو سبب في وفاة 70% من حالات الموت المفاجئة. وباقي النسبة (حوالي 30%) هي نتيجة لأمراض في عضلة القلب أو في صمّامات القلب التي تسبّب الاضطراب  الكهربائي أو السكتة القلبية. وهناك نسبة ضئيلة جدا للوفاة المفاجئة للقلب التي تحصل لدى صغار السنّ (أطفال وشباب) بسبب أمراض وراثية نتيجة طفرات معينة في مبنى الـ - DNA والجينات, وهي أمراض مولودة وشائعة أكثر في المجتمع العربي نتيجة زواج الأقارب وأسباب أخرى. العلامة الوحيدة للمرض هي فقدان الوعي وفي الحالات الأصعب وفاة مفاجئة, ولكن هذه النسبة هامشية ومنخفضة ولكننا نتركز أيضاً فيها ونحاول معالجتها.

هل يمكن منع أو تقليل حدوث الوفاة المفاجئة نتيجة الاضطراب الكهربائي؟

البروفيسور بولص: للأسف, بنسبة تتراوح بين 30% و 40% العلامة الأولى لوجود مرض في القلب هو الموت المفاجئ نفسه. أي أن المريض لا يعلم بوجود مرض قلب لديه وكذلك الأطباء وعائلته لا يعرفون بوجوده, أيضاً ، وأول علامة للمرض تكون الموت نفسه. وفي هذه الحالات يصعب علينا توقّع ذلك.

 ألا توجد أعراض سابقة تشير الى وجود المرض؟

البروفيسور بولص: السؤال مهم. فإذا سألنا أشخاصا حصلت لديهم حالات اضطراب مفاجئة ومرّوا بعملية إنعاش وبقوا على قيد الحياة, فإن  معظمهم  يقولون بأنهم كانوا يشعرون بآلام في الصدر أو ضيق في التنفس ولكن لم يذهبوا الى الطبيب ولم يتم تشخيص المرض. 

أما مرض تصلب شرايين القلب التاجية الذي هو المرض الرائد في هذه اللائحة فإنّ أعراضه قد تكون ذبحة صدرية أو أوجاع في الصدر عندما يبذل الشخص جهداً, أو نوبة قلبية بسبب جلطة في أحد الشرايين. وهذا يقول إنّ هناك أعراضاً معيّنة ويمكن تشخيص المرض لدى طبيب العائلة أو طبيب القلب وحسب وضع المريض في هذه الحالة يتقرّر اذا كانت هناك حاجة لعلاجات معينة التي من شأنها أن تقلّل من حدوث الموت المفاجئ.

 أي علاجات؟

البروفيسور بولص: اذا كان لدى المريض ذبحة صدرية نُجري له قسطرة لفتح الشرايين وهذا قد يمنع وفاة مفاجئة فيما لو بقي بدون علاج, أو المرضى الذين مرّوا بنوبات قلبية وجلطات في القلب وضعفت لديهم عضلة القلب, اليوم بإمكان الطب تقديم ما يُسمى "منع أوّلي" بواسطة زرع في صدر المريض جهاز منظّم (دفيبريليت) الذي بإمكانه إعطاء صدمة كهربائية في حالة حصول الموت المفاجئ اذا كان الشخص نائما أو في مكان لا يتواجد بجانبه أحد. ولكن هذا الجهاز لا يمكن زرعه لكل الناس بل فقط لأشخاص يلائمون توجيهات وتعليمات أخصائيي القلب الكبار. وهناك أمر يجعلنا مُحبطين نوعاً ما لأنّه يبقى هناك مرضى مع مرض قلب نعرفه ولكنهم لا يملكون المعايير والمعطيات التي تحتم زرع هذا الجهاز وفي نفس الوقت العلاجات التي يحصلون عليها لا تستطيع منع الموت المفاجئ في كل الحالات. هذه المجموعة ليست مجموعة صغيرة ولغاية الآن لا ننجح برصد المرضى الذين قد تحصل لديهم هذه الظاهرة مع كل المعطيات المتوفرة لدينا.

الوفاة المفاجئة كانت وما زالت موجودة وبعض الحالات لا نستطيع منعها خاصة أن أغلب حالات الوفاة المفاجئة تحصل في ساعات النوم لا يوجد بجانبه من يساعده. لذلك, بالإضافة الى تشخيص حالة المريض هناك حاجة لرفع الوعي حول الموت المفاجئ وأن تنظم دورات إنعاش في المدارس والمصانع وأماكن العمل  لتأهيل أشخاص لإعطاء المساعدة لمن تحصل لديهم هذه الحالات كي يكون من يستطيع إنقاذ الضحية أذا حدثت حالة موت مفاجئ. كذلك هناك حاجة لانتشار أجهزة (ديفييرليترز) أوتوماتيكية, كالتي موجودة اليوم في التجمعات التجارية والجامعات والأماكن التي فيها اكتظاظ سكاني وفي الطائرات, بحيث يتم إيصال الشخص الذي حصل معه موت مفاجئ بهذا الجهاز الذي يعطي تعليمات ما الذي يجب فعله لإنقاذه..

باختصار ، مكافحة هذه الظاهرة تكون على عدة جبهات بدءاً بالتشخيص وإعطاء العلاجات والأبحاث ومروراً بوجود شبكة في المجتمع التي قد تنقذ هؤلاء الأشخاص, وتوفّر سيارات إسعاف في كل الأماكن.  

 هل هناك أي علاقة للكورونا مع حدوث الموت المفاجئ بسببه السكتة القلبية؟

البروفيسور بولص: هذه المشكلة موجودة قبل الكورونا وستبقى بعد الكورونا ولا تمت بأي صلة للكورونا, والعلاقة التي قد تربط الموت المفاجئ بالكورونا هي مسألة أنّ إحدى مضاعفات مرض الكورونا, والتي هي اكثر بكثير من التطعيم ضد الكورونا, هي حصول التهاب في عضلة القلب. وقد رأينا هذه الحالات في الموجة الأولى والثانية لدى الأطفال وصغار السن وفي غالبية الحالات هذا الالتهاب نادر وفي حال حصوله يشفى منه المريض خلال فترة بسيطة بدون مضاعفات. ولكن لدى أقلية من هؤلاء المرضى الذين عددهم قليل جداُ قد يحصل لديهم اضطراب كهربائي بسبب هذا الالتهاب الذي قد تكون إحدى نتائجه وفاة مفاجئة, والاحتمال الكبير هو أن يحصل ذلك بسبب المرض أكثر بكثير من التطعيم ضد الكورونا. لذلك فإن التطعيم ليس فقط لا يزيد الاحتمال لحدوث الموت المفاجئ إنما يقي من حصول مرض كورونا صعب وبالتالي قد يحصل, بنسبة قليلة جداً, التهاب في عضلة القلب. 

هل حدّة الالتهاب في عضلة القلب التي تحصل بسبب مرض الكورونا تشبه حدّة الالتهاب الحاصلة بسبب التطعيم؟

البروفيسور بولص: هذه القضية غير مثبتة علمياً ولكن هناك  شكوك بأن التطعيم قد يؤدي الى التهاب في عضلة القلب ولكن بشكل أقل بكثير من المرض نفسه. كذلك فإن جزءاً كبيراً ممن تلقوا التطعيم الثالث أصيبوا بالكورونا بعد التطعيم الإلتهابات في عضلة القلب سببها ليس التطعيم بل المرض نفسه الذي حصل رغم التطعيم. لذلك فإن التطعيم هو وقاية ويمنع حصول مرض ويمنع حصول التهاب عضلة القلب بسبب المرض. وحتى لو سبّب التطعيم التهاباً في عضلة القلب فإن هذه الحالات تبقى هامشية مقارنة مع الأعداد الكبيرة من حالات الموت المفاجئ التي تحصل بدون علاقة للكورونا أو التطعيم.

 هل هناك علاج وقائي لمنع حدوث الموت المفاجئ؟

البروفيسور بولص: الوقاية هي علاج العوامل المساعدة المسببة لمرض تصلب الشرايين: نمط حياة وغذاء صحّي ومعالجة السكري وضغط الدم ومعالجة الكولسترول ووقف التدخين وخفض الوزن الزائد والسمنة الزائدة, وهكذا يمكن تقليل حدوث تصلّب شرايين القلب ومنع إمكانية حدوث وفاة مفاجئة نتيجة لهذا المرض.  

 في حالة وفاة أحد أفراد الأُسرة بالسكتة القلبية هل يتوجب على باقي الأفراد إجراءات علاجية معينة؟

البروفيسور بولص: السؤال مهم جداً والأمر يتعلّق في سن الشخص المتوفى, فإذا كان في سن السبعين أو أكثر ليست هناك حاجة لأن تجري عائلته أي شيء. طبعاً بإمكانهم دائماً إجراء تخطيط قلب وفحوصات وقائية, ولكن إذا كان المتوفى في سن دون الـ - 35, في هذه الحالة يكون على والديه وإخوته وأولاده إجراء فحص لدى طبيب القلب: تخطيط, إيكو, اولتراساوند, لفحص اذا كانت هناك علامات لمرض وراثي معيّن. كذلك اذا حصلت حالات من فقدان الوعي لدى شخص صغير في السن بدون معرفة السبب, عندها يجب فحصه وفحص أقاربه لأن الدوخة وفقدان الوعي العابر قد يكون نتيجة لمشكلة في كهرباء القلب وقد يكون ضوءاً  أحمر لحصول موت مفاجئ. قضية الجيل لها أهمية كبيرة في الأجيال الصغيرة لأن مجموعة الأمراض التي تؤدي الى وفاة صغار السن  (في العشرات أو العشرينات) تختلف عن أسباب أمراض القلب وتصلب الشرايين التي ذكرناها سابقاً, لدى جيل فوق الـ - 35. 

قبل حوالي 17 سنة, ذكرت خلال مقابلة للصنارة بأنّك تعمل على بناء جهاز يكون بإمكانه توقع حدوث سكتة قلبية, الى أين وصلت في هذا الشأن؟

البروفيسور بولص: لقد حصلت تغيّرات كثيرة خلال الـ - 17 سنة الماضية, فقد حصلت تطورات معينة بحيث نستطيع اليوم زرع جهاز صغير (Chip) في الصدر يسجّل كل نبضة خلال 24 ساعة في اليوم لمدة سنوات, نستطيع من خلالها تشخيص بعض اضطرابات القلب الكهربائية, وبدون هذا الجهاز لا نستطيع تشخيصها. هذا الجهاز يُستعمل في حالات معينة وأسمه ILR ولكنه ليس لكل حالة بل هناك معايير في سلة الصحة لزرعه. كذلك هناك أجهزة ومنظمات لتحسين وتقوية عمل عضلة القلب وباستطاعتها إعطاء صدمة كهربائية, وهناك نوع من الدمج لمنظم يشغّل عضلة القلب بطريقة لتحسين عمل العضلة الضعيفة وفي نفس الوقت يعطي جواباً فيما إذا احتاج المرضى الى صدمة كهربائية في حال حدوث رفّة في عضلة القلب. كذلك هناك الكثير من الأدوية التي أُدخلت في السنوات الأخيرة وأمور أخرى مثل القسطرة الكهربائية في حال رأينا احتمالاً لحدوث موت مفاجئ للقلب نتيجة أمراض معينة, بحيث ندخل الى العضلة ونعرف أي المناطق التي قد تسبّب الاضطراب الكهربائي ونجري لها نوعاً من الحرق كي نمنع المشكلة قبل حدوثها ولكن هذا ممكن بعد أن يتوجه المريض ويتم تشخيصه ومعرفة أمراضه ولكن المشكلة الوحيدة أن هناك نسبة معينة يكون الموت المفاجئ هو العلامة الأولى والوحيدة للمرض. (الصنارة) 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
مواعيد الصلاة
الفجر
04:36
الشروق
05:57
الظهر
11:24
العصر
02:27
المغرب
04:50
العشاء
06:08