اقتحام نابلس كشف أن حركة فتح ترفع رأسها - أ ف ب
عقب استشهاد اثنين من المقاومين الفلسطينيين في مدينة نابلس خلال اقتحام أحد أحيائها، ترصد أجهزة أمن الاحتلال تصاعدا في العمليات العسكرية داخل الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة من قبل عناصر فتح، في حين يتم توجيه معظم الاهتمام إلى حماس، التي تحاول باستمرار تنفيذ هجمات تواجه بإجراءات مضادة من قبل جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام- الشاباك.
مع العلم أن أحداث فجر الأحد في نابلس جزء من عملية مكثفة يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وقد تميز بأنه حدث عنيف بشكل خاص، حيث تم تدمير جزء من المنزل الذي تخفى فيه المقاومون الفلسطينيون، ويمكن اعتبارها من أعقد العمليات التي نفذت في المنطقة في السنوات الأخيرة، وتم والاستيلاء على العديد من الأسلحة، بعضها استخدم لتنفيذ عمليات في الضفة المحتلة، لأن المنزل المستهدف موجود داخل أزقة ضيقة ومزدحمة، ما جعل من الصعب الوصول إليه.
يوآف ليمور، الخبير العسكري في صحيفة إسرائيل اليوم، ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أن "اقتحام نابلس كشف أن حركة فتح ترفع رأسها؛ لأن الأشخاص المستهدفين بالأمس من عناصرها، وبعضهم شارك مؤخراً في عمليات إطلاق نار، ومنذ بداية العام نشأ ارتفاع حاد في نطاق الهجمات المسلحة شمال الضفة الغربية، ونفذ أكثر من 75% من الهجمات من قبل أشخاص يأتون من هذه المنطقة تحديدا".
وأضاف أنه "رغم تزايد انخراط عناصر فتح في الهجمات المسلحة الأخيرة، الاعتقاد السائد في إسرائيل أن هذا النشاط لا يتم بتعليمات من الأعلى، بل العكس هو الصحيح، لأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأجهزته الأمنية تعارض هذه العمليات، بل تخشى أن توجه ضدهم في مرحلة ما، في حين يستغل منفذو العمليات هذه الأجواء السائدة لزيادة سيطرتهم على المناطق، رغم أن جيش الاحتلال والشاباك زادا من حجم الاعتقالات في الآونة الأخيرة منذ موجة الهجمات في آذار الماضي، كل ليلة يتم تنفيذ عدة عمليات اعتقال".
ما زال الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة يشكل مصدر قلق لدى الاحتلال، صحيح أن هناك حالة من الهدوء النسبي الذي ساد في الآونة الأخيرة، لكن ذلك سببه يعود إلى النشاط المكثف الذي يتم في الأراضي الفلسطينية المحتلة في كل ليلة من حيث الاعتقالات والاستدعاءات، وفي الوقت ذاته تعزيز التواجد العسكري على طول منطقة التماس الحدودية بين الضفة المحتلة والخط الأخضر، ما يجعل دخول الفلسطينيين إلى الداخل المحتل دون إذن أمرا صعبا.
مشكلة أمنية أخرى تواجه الاحتلال تتعلق بعدم حدوث انخفاض في نطاق التحذيرات من تنفيذ عمليات مستقبلية، بل إن كمية المجموعات المسلحة في الميدان آخذة بالتزايد، ما يعني زيادة عمليات الاعتقالات، دون وجود ضمانات بأن تمنع كلياً تنفيذ المزيد من العمليات القادمة، لذلك من المتوقع أن تستمر بنفس الحدة في الفترة المقبلة أيضًا، رغم أنها توقفت لفترة وجيزة فقط، في الأيام التي سبقت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأثناء الزيارة، ولكن تم استئنافها على الفور بعد أن غادر الشرق الأوسط.
في الوقت ذاته، تزداد حالة التشاؤم الإسرائيلية بسبب تزامن هذه الأحداث الأمنية مع ما تشهده الساحة الفلسطينية من تطورات متلاحقة تتعلق بخلافة محمود عباس، وقد تكتسب الأمور زخما سلبيا إضافيا من وجهة النظر الإسرائيلية في اليوم التالي لوفاته، ورغم أنه عيّن حسين الشيخ خلفًا له، فمن المشكوك إسرائيلياً أن يتمكن من فرض شخصيته بسهولة على باقي الفصائل، وهذا السيناريو يشكل مصدر قلق إسرائيلي حقيقيا، ولذلك تسارعت الاستعدادات الإسرائيلية له في الآونة الأخيرة.
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب