لم يرحب العرب والمواطنون في قطر بالوجود الإسرائيلي هناك - (تويتر)
ما زالت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتوسع في الحديث عن كراهية المشجعين العرب لدولة الاحتلال خلال مونديال قطر، من خلال الهتافات المؤيدة لفلسطين، ورفع أعلامها، ومقاطعة الصحفيين الإسرائيليين، وقد ترجمت "عربي21" العديد من التقارير التي تناولت هذه الظاهرة التي حوّلت كأس العالم من حدث رياضي إلى فعالية سياسية بحتة.
آخر هذه التقارير نشرها مبعوثا صحيفة يديعوت أحرونوت إلى الدوحة راز شيكنيك، وعوز معولام، وحظيت بانتشار واسع في وسائل الإعلام لأنهما عنونا تقريرهما بعبارة "مونديال الكراهية"، وجاء فيه أن "العداء العربي لإسرائيل في شوارع الدوحة أوصلنا إلى استنتاج أن كراهية إسرائيل هي حديث الكثير من العرب والقطريين في الشارع، وكأن هذه الكراهية ليست مقتصرة على الحكومات فقط".
وجاء في التقرير الذي ترجمته "عربي21": "بعد عشرة أيام في الدوحة، من المستحيل عدم إطلاع القراء الإسرائيليين على ما نمر به هنا، نحن لا نريد تجميل الموقف، بل نشعر بالكراهية والعداء، لقد بتنا غير مرغوب فينا، حتى أن أحد القطريين الودودين عندما سألنا عن هويتنا، وحين أجبناه بأننا من إسرائيل، أبلغنا أننا غير مرحب بنا هنا، قائلا اخرجوا من هنا في أقرب وقت ممكن، هكذا بكل وضوح وسلاسة".
وأشار الصحفيان أن "تغطية كأس العالم بالنسبة لكل منا هو حلم شخصي يتحقق، صحيح أنه عمل مرهق، يتضمن النوم على الرصيف، لكننا في الشارع يرافقنا فلسطينيون وإيرانيون وقطريون ومغاربة وأردنيون وسوريون ومصريون ولبنانيون بنظرات كراهية، في البداية قلنا مرحبًا، ومددنا أيدينا، وحين عرّفنا أنفسنا على أننا إسرائيليون، أدى ذلك لمواجهة صعبة مع العرب، وصولًا للشتائم الصارخة بلغة يمكن فهمها".
وأوضحا أن "تجربتنا بعد مباراة البرازيل لم تكن ممتعة، كنا في طريقنا لالتقاط بعض صور الفرح من البرازيليين، لكن في كل مرة وقف الفلسطينيون حولنا بالأعلام، وهتفوا ضدنا، (...) وقف الفلسطينيون والقطريون، والتقطوا الصور ليسخروا منا، وانتشر المقطع الذي صوره أحدهم على نطاق واسع، وظهر في وسائل الإعلام العربية في محاولة لإظهار أن الإسرائيليين جبناء".
وأكدا أننا "نعترف أنه كانت دائما لدينا رغبة في السلام، وطالما اعتقدنا أن المشكلة مع الحكومات العربية، ومع حكامنا أيضا، لكن في قطر عرفنا مدى الكراهية نحونا بين الناس في الشارع، يريدون مسحنا من على وجه الأرض، وعرفنا إلى أي مدى يثير كل ما يتعلق بإسرائيل حقدًا شديدًا في نفوسهم".
وقال أحدهم: "قررنا أن ندعي أننا من الإكوادور"، خصوصا من أجل التواصل مع الجمهور الإيراني، لكنهم اكتشفوا أننا إسرائيليون، وكادت الأمور تصل إلى حد استخدام العنف.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقاطع إحراج المراسلين الإسرائيليين تنتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض من يشاركها هم من اليمين الإسرائيلي لإظهار كم هو جبان المراسل الإسرائيلي.
على جانب آخر، قال تقرير في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، الأحد، إن كأس العام في قطر وضع الإسرائيليين أمام حقيقة وواقع مؤلمين، وهو الرفض والتجاهل والكراهية، وعدم القبول في بلد عربي مسلم.
وأشار التقرير إلى أن من يزعم أن الخليج ليس لديه عداء تجاه الإسرائيليين، فإنه يخدع نفسه، ويتجاهل الحقيقة.
ولفت إلى أن مراسلو وسائل الإعلام الإسرائيلية وصلوا قطر، ونصبوا كاميراتهم، لكنهم وجدوا أنفسهم في النهاية في وضع مزر من التجاهل والسخرية والرفض.
وتابع: "البعض قال لنا إنه لا يوجد شيء اسمه إسرائيل، هنالك فلسطين فقط، وهي صفعة مدوية على الوجه، لمن يظن أن السلام مسألة وقت".
وأكد التقرير أن سلوك المواطن العربي "المعادي لإسرائيل" يشير إلى عداء قديم، وإلى مشكلة لا تزال قائمة عمرها 70 عاما.
اضف تعقيب