في ليلة الجمعة قبل ما يقارب الأسبوع مجموعة من الجنود دخلت مدينتي كفر قاسم بالبنادق وقاموا بإلقاء قنابل الصوت في الشوارع وتحطيم زجاج السيارات. وعندما خرج الجيران من منازلهم لمحاولة فهم ما حدث، قاموا بمهاجمتهم بعنف وتم نقل خمسة منهم لتلقي العلاج الطبي. ماذا حدث؟ لماذا دخل الجيش الإسرائيلي إلى المدينة ضمن منطقة الخط الأخضر،اي داخل دولة إسرائيل؟
العذر الرسمي للجنود هو مطاردة اشخاص آخرين المقيمين بشكل غير قانوني يا الهي !. لكن لم يسبق أن دخل الجنود مدينتنا وعملوا فيها ممارسات القتال في منطقة مبنية دون التنسيق مع الشرطة المحلية. أبدًا لم يدخلوا شقق جيراننا في روش هعين بهذه الطريقة. ولا يوجد أي مبرر لمثل هذا العنف. الاعتداء الوحشي على المدنيين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ردا على ذلك، إن "دخول المقاتلين إلى المدينة تم خلافا للتعليمات، كما ويجري التحقيق في الحادث وسيتم فحص سلوك الجنود." الجزء الثاني من الرد هو روتيني ويتم وضعه بعد كل حدث في المناطق العربية. وعلى أية حال، يبدو أن الإجابة على سؤال لماذا دخلوا الجنود بسيط: لأنهم يستطيعون ذلك. لإظهار القوة. وليظهروا انهم أصحاب الأرض ...
وبالفعل فإن وزير الأمن القومي إيتامار بن جفير لم يخجل بالطبع من نقل هذه الرسالةورغم أن الحادثة لا علاقة لها بمكتبه، سارع بن جفير إلى التصريح: “أنا أدعم كامل الدعم لجنودنا الأبطال الذين قاموا بواجبهم خلال العمليات هكذا ينتصر الجيش الإسرائيلي ". وكعادته يتخطى بن جفير الأوامر والإجراءات ويتحدث مباشرة مع الجنود، كما اعتاد أن يتحدث مباشرة مع رجال الشرطة: في لهب، ليحرض على العنف ويشجع عليه.
عندما أعلن نفسه بن جفير قبل أسبوعين أن حريته في التنقل أهم من حقوق الفلسطينيين في الأراضي، أنهى كلامه بـ "سامحني محمد"، في إشارة إلى محمد مجادلة، من سكان باقة الغربية. اتسال لماذا اختار بن جفير ان يعتذر لمجادلة؟ ففي نهاية المطاف، لم يكونوا يتحدثون عن حرية حركة مجادلةفي الاستوديو. لكن بالنسبة لبن جفير لا يوجد فرق. حسب المفهوم العنصري القومي فان جنسية مجادلة أو جنسيتي ليس لها أي معنى. نحن لسنا مواطني إسرائيل حقا.
نحن رعايا تحت الاحتلال، مثل الفلسطينيين في المناطق السلطة – و الرغبة فيه الحد من حرياتنا باسم التفوق اليهودي.
كل هذا ليس مفاجئا عندما يأتي من بن جفير، ولكن عندما يبدأ جنود الجيش الإسرائيلي بالتصرف على هذا النحو- هناك ابتكار هنا يستحق الاهتمام به. في عيون الجنود الذين دخلوا كفر قاسم -وهي أقرب البلدةالعربية في المناطق القريبة لمستوطنة يهودية داخل إسرائيل، كراس العين مثلا. وهل لنا ان نتخيل أن جنوداً مسلحين سيدخلون إلى روش هعين ويهاجمون سكانها؟
ولدت في كفر قاسم. ولا زالت حادثة المجزرةعام 1956 محفورة في روحي، كما في روح الجميع من سكان المدينة شيبا وشبابا واطفالا. ولست بحاجة للتوسع في الحديث عن احداثالمجزرة التي تنتقل بين الأجيال والتي تندلع في الوقت الحاضر هجوم مسلح وعنصري مثل الذي وقع هنا ليلة الجمعة. في الواقع العنوان لقد كان على الحائط. قبل شهرين، عندما أجرى الجيش الإسرائيلي مناورة عملياتية في أم الفحم، ادعى أنه "يحاكي أراضي العدو". إذن هذه هي النتيجة: بالنسبة لك، نحن عرب. نحن جميعا العدو.
كاتب المقال- عايد بدير هو منسق التواصل العربي في معهد زولت للمساواة وحقوق الإنسان، ونائب رئيس بلدية كفر قاسم سابقا
اضف تعقيب