
العرب في إسرائيل عام 2025: بين التمثيل العددي والتأثير السياسي بقلم: الاستاذ محمود قطيط عامر

العرب في إسرائيل عام 2025: بين التمثيل العددي والتأثير السياسي
بقلم: الاستاذ محمود قطيط عامر
بلغ عدد سكان دولة إسرائيل في هذا العام (2025) ما يقارب 10 ملايين نسمة، يشكّل العرب منهم نحو 2,114,000 نسمة، أي بنسبة 20.9% من مجموع السكان. من الناحية النظرية، تتيح هذه النسبة تمثيلًا برلمانيًا يناهز 25 مقعدًا في الكنيست، وهو عدد كافٍ ليجعل من الأقلية العربية قوة لا يُستهان بها في رسم ملامح السياسات العامة للدولة. لكن الواقع السياسي يكشف عن مفارقة لافتة.
العرب اليوم ممثلون بـ17 نائبًا فقط: 10 منهم موزعون على قائمتين عربيتين، و7 آخرون ضمن أحزاب غير عربية. ورغم هذا التمثيل، فإن التأثير السياسي للعرب يكاد يكون معدومًا، لا من حيث التأثير على قرارات الحكومة، ولا من حيث فرض قضايا المجتمع العربي على جدول أعمال الكنيست. هذه الفجوة بين الإمكانات العددية والفاعلية السياسية تُعيد فتح النقاش حول دعوات مقاطعة الانتخابات، التي تُطلقها بعض الجهات داخل المجتمع العربي منذ سنوات. فهل أسهمت هذه الدعوات في تقوية الموقف السياسي العربي، أم أنها أضعفته وزادت من هامشيته؟ وهل كان ثمن "النقاء الأيديولوجي" هو انسحاب فعلي من دوائر التأثير؟ اليوم، لم تعد المسألة نظرية أو أخلاقية فقط.
بل صارت قضية حياة يومية: تخص ميزانيات التعليم، وصناديق الإسكان، وفرص العمل، والأمن الشخصي في البلدات العربية. وإن كان التهميش من قبل الدولة واقعًا، فإن الغياب الذاتي عن الساحة السياسية لا يقل خطورة، بل يسهّل استمرار هذا التهميش. ألم يحن الوقت لمراجعة جادة؟ مراجعة تنطلق من معطيات واقعية، لا من شعارات أثبتت فشلها. مراجعة تدرك أن الغياب عن السياسة لا يعاقب الدولة، بل يعاقب المواطن العربي نفسه، ويدفع ثمنه من دمه ولقمة عيشه.
اضف تعقيب