
تجنب أن تكون ضحية للاحتيال: كيف تحمون أموالكم من عمليات الاحتيال المالية
تهديدات السايبر في المجال المالي تزداد بشكل مستمر، لذا من المهم جدًا أن نكون على وعي بالموضوع. يقدّم أيال هايمان، مدير أمن المعلومات وحماية السايبر في بنك مركنتيل، الأدوات المهمة التي يجب معرفتها.
في السنوات الأخيرة، أصبحت عمليات الاحتيال المالي أكثر انتشارًا من أي وقت مضى. لقد جعلت التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، وحقيقة أن الكثير منا يدير حياته بواسطة الهاتف المحمول، عملية انتحال الشخصيات والوصول إلى البيانات البنكية أو المالية الخاصة بنا أمرًا سهلًا جدًا. وفي الواقع، ليس مستبعدًا أن تكون بعض الرسائل التي تصل إلى هواتفنا أو بريدنا الإلكتروني، تبدو وكأنها مرسلة من جهة موثوقة، بينما هي في الحقيقة مُرسلة من قبل هاكر أو محتال.
لهذا السبب تحديدًا، يمكن لكل واحد وواحدة منا أن يقع في فخ محاولات الاحتيال هذه ويدفع ثمنًا باهظًا. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أنه بالإمكان الدفاع عن أنفسنا.
فيما يلي يعرض أيال هايمان ثلاثة أنواع شائعة من الاحتيال المالي وكيفية التعامل معها.
التصيّد- فيشينج) انتحال جهة موثوقة)
أحد أكثر أنواع الاحتيال شيوعًا في السنوات الأخيرة هو التصيّد. في هذا النوع من الهجمات، ينتحل المحتالون أو الهاكرز هوية جهة موثوقة مثل البنك، شركة الائتمان أو حتى جهة حكومية، ويرسلون رسالة نصية تبدو حقيقية تمامًا. في الماضي، كان من السهل تمييز هذه الرسائل بسبب الصياغة الركيكة أو أخطاء الإملاء. أما اليوم، ومع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبح من السهل جدًا تقليد الرسائل بشكل مثالي.
نتيجة لذلك، تلقى العديد من الإسرائيليين في السنة الأخيرة رسائل تحتوي على رابط لموقع يبدو مماثلًا تمامًا لموقع الجهة الرسمية، أدخلوا بيانات بطاقاتهم الائتمانية أو تفاصيل الوصول إلى الحساب، وبعد فترة قصيرة اكتشفوا أن عمليات مالية نُفذت باسمهم. في حالات أخرى، ينشر المحتالون إعلانًا لبيع منتج ما، يتواصلون مع المشتري، وبعد الدفع يرسلون له رسالة مزيفة باسم البنك تفيد بأن المبلغ لم يصل، فيقوم المشتري بالدفع مرة أخرى ويتعرض لعملية احتيال مزدوجة.
كيف تتجنبون ذلك؟
حافظوا على الهدوء – الهدف من هذه الرسائل غالبًا هو دفعكم لاتخاذ خطوة متسرّعة.
افحصوا عبر قناة أخرى – هل وصلتك رسالة مشبوهة؟ ادخلوا إلى حسابكم البنكي أو التطبيق وافحصوا ما إذا كانت المعلومات واردة هناك أيضًا. يمكنكم أيضًا الاتصال بالبنك أو مراكز الطوارئ.
امتنعوا عن مشاركة الرمز السرّي – كثيرًا ما يطلب المحتالون الرمز السرّي الذي يرسل إليكم لتأكيد هويتكم. لا تشاركوا هذا الرمز مع أي جهة مهما كانت.
استثمار أو قرض وهمي
هناك أشخاص يواجهون صعوبات مالية كبيرة أو يرغبون في تحسين مستقبلهم الاقتصادي عبر استثمار ذكي بعوائد مرتفعة. في شبكات التواصل الاجتماعي يمكن إيجاد مئات الإعلانات الجذابة جدًا. عادةً، كجزء من الاحتيال، يطلب المحتالون دفع مبلغ أولي مقابل الاستثمار أو القرض (مثل دفعة مسبقة تصل إلى 50 ألف شيكل). بعد الحصول على المبلغ، يختفي المحتالون، ويبقى الضحايا مع خسارة مالية كبيرة.
كيف تتجنبون ذلك؟
لا تدفعوا مسبقًا – لا يوجد سبب لتحويل أي مبلغ مسبق مقابل قرض أو استثمار. إذا واجهتم حالة كهذه، تخلوا عن الصفقة فورًا.
كونوا واقعيين– وعود بالعوائد المرتفعة بشكل غير منطقي أو شروط مثالية جدًا يجب أن تثير لديكم الشكوك. اطلبوا إثباتات عن العوائد السابقة وتحققوا جيدًا.
احتيال الفنيين
من الحالات الشائعة أيضًا انتحال هوية فنّي من شركة الإنترنت.
يتلقى الزبائن مكالمة من شخص يدعي أنه "فني إنترنت" ويبلغهم بوجود خلل في الإنترنت المنزلي. بعد ذلك، يُطلب من الزبون تثبيت تطبيق مثل "AnyDesk" على هاتفه المحمول (عبر رابط في واتساب أو رسالة نصية)، وهو تطبيق يسمح بالتحكم الكامل بالجهاز عن بُعد.
خلال عملية الاحتيال، يطلب "الفني" من الزبون الدخول إلى تطبيق البنك، بذريعة التأكد من عدم وجود خصومات مزدوجة من شركة الإنترنت. هكذا يحصل المحتال على صلاحية الوصول إلى حساب الزبون.
كيف تتجنبون ذلك؟
لا تفتحوا– إذا كانت هوية المرسل مجهولة أو الرسالة غير واضحة، لا تضغطوا على الروابط.
لا تثبّتوا تطبيقات لا حاجة لها – لا تقوموا بتثبيت أي تطبيق يُطلب منكم تحميله دون سبب واضح.
إذا وقعتم ضحية لمثل هذا النوع من الاحتيال، عليكم فورًا القيام بفرمتة الهاتف قبل استخدام الخدمات الرقمية مرة أخرى.
بشكل عام، لتجنب الاحتيال الرقمي قدر الإمكان، كونوا أنتم المبادرين لأي عملية ترغبون بإجرائها.
ماذا تفعلون إذا تعرضتم للاحتيال المالي؟
تتطور أساليب عمل المحتالين والهاكرز باستمرار، ولذلك من المحتمل جدًا أن نسمع عن عمليات احتيال جديدة. ينصح هايمان بعدم التهاون أبدًا:
"كل شخص معرّض لأن يكون ضحية احتيال مالي. حتى الأشخاص الذين لديهم وعي ودراية بالأمر يمكن أن يُخدعوا في لحظة عدم انتباه."
في حال تعرضتم للاحتيال، أو كانت لديكم شكوك في حدوث ذلك، من المهم التبليغ الفوري للشرطة، وكذلك إبلاغ البنك أو شركة بطاقات الائتمان أو الجهة المالية ذات الصلة.
"المنظومة المالية في إسرائيل تُشغّل باستمرار أدوات تكنولوجية وآليات رقابة. عند وجود حركة مالية تبدو غير اعتيادية، من المتبع التواصل مع الزبون والحصول على موافقته قبل التنفيذ. وفي كثير من الأحيان، يمكن أن يؤدي تدخل الجهات المالية في الوقت الفوري إلى تقليل الضرر ومساعدة الضحايا".
اضف تعقيب