X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      29/04/2024 |    (توقيت القدس)

في عشية الذكرى العاشرة للاحتلال الأمريكي للعراق

من : قسماوي نت
نشر : 08/03/2013 - 08:19

نظم "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية CSIS " في واشنطن، الأسبوع الماضي، ندوة ضمن سلسة انشطة، أعدها المركز لتقييم "فوائد وخسائر " غزو العراق، بعد عشر سنوات من غزوه واحتلاله .

يشار إلى أن جريمة الاجتياح والاحتلال، ارتكبتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش يوم 20 مارس / آذار2003، بدوافع أيديولوجية "التدمير البناء" التي صقلها مجموعة من المحافظين الجدد، من أمثال "بول وولفويتز"، و"ريتشارد بيرل"، و"برنارد لويس"، و"وليام كريستول"، وغيرهم من الذين مروا عبر أدلجة أنابيب "إيباك" بهدف "دمقرطة العراق، وحماية إسرائيل والنفط"، وتبين منذ اللحظة الأولى أن المشروع الأمريكي في العراق الذي انطلق مرتبكا، أصبح ألان متناثراً على أكوام فشل العراق المدمر في معظمه.

وغلبت على كلمة المتحدث الرئيسي في الندوة، الدكتور فلاح المداح، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي، ووفده المرافق من أعضاء البرلمان، نبرة من "العهد البائد" بحسب وصف الذين تسلموا مقاليد السلطة، بفضل الاحتلال الأمريكي، حيث سرد المداح (من زاوية طائفية) سلسلة من "انتهاكات نظام صدام حسين البائد، والخدمة الإنسانية التي قدمتها الولايات المتحدة بالقضاء عليه" دون تحديد الانجازات الملموسة في حياة العراقيين اليومية.

وبينما تحدث المداح عن الانجازات السياسية، مثل الدستور العراقي، والانتخابات، فانه أقر بعمق المشاكل العرقية، والطائفية مع إقليم كردستان العراق، و"القبائل السنية" في الأنبار والموصل وأماكن أخرى "الذين لم يستوعبون بعد، وصول الأغلبية إلى سدة الحكم، ولم يتقبلونه".

كما أقر المتحدث في الندوة بارتباك، عملية الوفاق الوطني، منذ بدايتها، بسبب التدخلات الخارجية " حيث يجد العراق اليوم نفسه محشوراً بين سندان العنف السوري من جهة، ومطرقة احتمال الحرب التي قد تشنها الولايات المتحدة على إيران من جهة ثانية، والتدخلات العدوانية التركية في شمال البلاد، وإمعان الأكراد في توجهاتهم الانفصالية".

وفي الوقت الذي يكاد يختفي فيه العراق عن شاشات الرادار الأمريكية، أصدر المفتش العام لإعادة تعمير العراق، "ستيوارت بوين" الأربعاء 6 مارس / آذار، تقريره النهائي عن "مشاريع إعادة إعمار العراق" قال فيه: ان سوء الإدارة الأمريكية في العراق، أدى إلى إهدار 8 مليارات دولار على الأقل، مرجعاً "التأثير الضئيل المحدود" الذي أفضت إليه الجهود الأمريكية، إلى الفساد، وقلة الأمن، وعدم كفاية المشاورات مع السلطات العراقية.

وقد كلفت حرب العراق، التي استمرت ثماني سنوات، الولايات المتحدة نحو 800 مليار دولار، وحياة 5000 من جنودها.

ويقول "بوين" في تقريره النهائي، الذي عنونه بـ"التعلم من (درس) العراق"، والذي قدمه للكونغرس الأمريكي قبل انتهاء عمليات مكتبه: إن في الفشل في العراق دروس لجهود إعادة الاعمار في أماكن أخرى، ملمحاً لاحتمال انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
العراق عشية ذكرى احتلاله

ويشير "بوين" الى أنه اعتمد على مئات من عمليات التدقيق والتفتيش التي شملت أرجاء العراق كافة، وعشرات المقابلات مع مسؤولين وسياسيين عراقيين وأمريكيين، في إصدار تقريره.

وجاء في تقرير "بوين" أن "الاعتقاد السائد بين أفراد كل مجموعة، هو أن برنامج إعادة الاعمار كان ينبغي أن ينجز أكثر مما تحقق، وأن الكثير من الأموال أهدرت، وأن الدروس المستفادة من تجربة إعادة اعمار العراق يجب أن تؤدي إلى تحسن في نهج الولايات المتحدة، في عمليات إعادة الاستقرار والاعمار".

ويدعي "بوين" أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أبلغه بأن ثمة "سوء إنفاق" للأموال الأمريكية، بسبب قصر النظر، وغياب الرؤية الإستراتيجية.

ويحذر خبراء العراق، مثل "أنثوني كوردزمان" من ""مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية CSIS "، من أن العراق ينزلق ليس فقط نحو "الدولة الفاشلة"، بل نحو اشتعال فتيل الحرب الأهلية، بسبب تمخضات العنف في سورية، واحتمال توجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران "تصطف فيها الدول العربية السنية مثل السعودية، ودول الخليج، إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل".

من جهته، حذر رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الخميس ( 7 مارس/ آذار) من أن "الحرب الطائفية" على الأبواب، وأن هذه الحرب لن يسلم منها أحد.
ودعا المالكي في كلمة له بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي في بغداد، الذي يصادف الجمعة 8 مارس/ آذار، إلى "النظر للدول التي تعاني ألان من التخبط بعد التغيير" في إشارة لما يجري في سورية.

وشهدت الأيام الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً بالتوتر الطائفي، في المنطقة التي تشمل دول مجلس التعاون الخليجي، التي تؤجج نار الطائفية وتدعم الحركات الوهابية المسلحة، وإيران، ولبنان، وسورية، في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها عناصر المليشيات المسلحة السنية المسلحة، بحق عشرات الجنود السوريين فضلا عن جنود عراقيين، في منطقة الأنبار ذات النفوذ السعودي.
 ويعتقد بعض الخبراء ان الهدف منها، هو جر العراق إلى معادلة الصراع في سوريه، وزج المنطقة باتجاه الفتنة الطائفية.

وتكشف الحادثة التي وقعت في منطقة "عكاشات" قرب الحدود مع سورية، بحسب سياسيين، وجود ترابط بين الجماعات المسلحة المتطرفة في سورية والعراق، قد تكون تهدف إقحام المنطقة برمتها في أتون الفتن والحروب الطائفية.

من ناحية ثانية، يكشف فيلم وثائقي، أعدته شبكة "بي.بي.سي" عن الحرب التي شنتها لولايات المتحدة على العراق، عن أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أوفدت خبيرا أمريكيا كان له دور في ما يسمى بـ"الحروب القذرة" في منطقة أمريكا الوسطى، وأوكلت له مهمة الإشراف على الوحدات الخاصة في العراق، التي "أسست وحدات طائفية ومراكز اعتقال وتعذيب سرية، لانتزاع اعترافات المتمردين".

ويقول الفيلم الوثائقي أن الخبير، المقدم "جيمس ستيل"، الذي كان حينها يبلغ الثامنة والخمسين، وهو متقاعد من الخدمة في وحدات القوات الخاصة التابعة للقوات الأمريكية، تم انتدابه من قبل وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسفيلد" آنذاك، للمساعدة في تشكيل القوات شبه النظامية، من أجل القضاء على المجموعات المتمردة، وأن "ستيل" كان على علاقة مباشرة مع "رامسفيلد".

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل