X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      18/05/2024 |    (توقيت القدس)

في ذكرى عزيز ...

من : هلال بدير
نشر : 28/04/2013 - 20:10

 في ذكرى عزيز ...

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه , فمنهم من قضى نحبه ,ومنهم من ينتظر , وما بدّلوا تبديلا ... . صدق الله العظيم .

بالأمس فقط حلّت علينا ذكرى رحيل رجل عزيز , رجل مِعطاء , أفنى ربيع عمره في خدمة شعبه وأهل بلده , من تحت يده تخرّج الأجيال , فما من بيت إلّا وفيه من تتلمذ على يديه , إنّه عمّي المربي الفاضل الأستاذ عامر مطر صرصور –أبو علي- رحمه الله , الّذي سقط شهيداً مدرّجا بالدماء , بتاريخ 26.4.2011 , حيث اغتالته رصاصات الغدرِ والحقد , أللتي انطلقت من أُناسٌ هم معاوِل هدمٍ يعيثون في الأرض فسادا , تُحرّكهم ثعابين الحقد وعقارب البغضاء , ينفثون سمومهم حيثما حلّ الخير ّ!!..

رحمك الله يا عمّاه . فما من زاوية أو مكانٍ ألتفت إليه إلّا وأجد فيه لمسة منك ومن ريحك العطرة , في ذروة حنيني إليك تأخذني أقدامي أحيانا بلا شعور إلى هناك , إلى المدرسة العمريّة عرينك , عندما أدخل المدرسة أنظر في وجوه المدرّسين فأرى فيهم وجهك , صوتك ينبعث من جدران هذا الصرح العلميّ العظيم, كلُّ زاوية وبقعة من روح المكان تنادي بصوتك الصدّاح الوادع , ورغم إنشعالك وانهماكك في سلك التعليم والرسالة التربوية إلا انك كنت تنشط في مجالات أُخر , لا تقلُّ أهمية هن دورك الرياديّ , إذ كنت وبكلّ صدق من رجالات الإصلاح وفعل الخير في هذا المجتمع , فكم من خصمين إلّا وتوافقا على يديك وكم من بيوت كانت على شفى حفرة من الانهيار , فأقمتها بحكمتك وبصيرتك المتقدة .. إنّها صدقة جارية تُثاب عليها في كلّ حين ولحظة , شيباً وشيّابا يبتهلون إلى الله تعالى في عتمة الليل , بأن يغفر لك ويرحمك بما قدّمته وتفضّلت به على مجتمعك , أنا ابن أخيك وأخو ابنك فأنت حقّا في مقام الأب والأخ والصديق .. يوماً لم تشعرني بتعالٍ أو تفرقة , فتواضعك العجيب الّلامتناهي , يجعلك منك قبلة لكل محتاج ,حيث كانوا يشعرون ويلمسون تواضعك وانتمائك إليهم . وكما كانت كفر قاسم عائلتك الكبيرة فقد كان لك عائلتك الصغيرة التي أغدقت عليهم من عطفك وحنانك وأبوّتك الشيء الكثير , فقد كنت خير زوج وخير أب ورب أسرة أنشأت نشئا صالحاً هم فلذات أكبادك , لقد صنعت منهم منارات علم ومعرفة رجالا صالحين وفتياتٍ هن رمزٌ للعفة والأخلاق الحميدة , إنه عملك الصّالح الّذي ما تفق يدعوا إليك بين النّاس .

عمّاه .. قلبي يعتصر ألما على فراقك , فأنت رجلٌ بألف رجل وكم بألف تمُرُّ بلا عِدادِ , لكنّه التسليم بقضاء الله وقدره , وأدعو العليّ القدير أن تكون آخر الأحزان , كيف لا ؟!, فكما كنت مربّيا للأجيال في حياتك فقد يكون مماتك درسا وعظة يأخذ منه المجتمع العبر والعظات, ويكفّ عن شلّال الدم المنهمر, الّذي يسقط ضحيته بين الفنية والأخرى بريء هنا أو هناك.. .   

إلى جنان الخلد أبا عليّ ... مع الأنبياء والأولياء والأوصياء والصدّيقين وحسن أُولائك رفيقا, جمعنا الله بك في الفردوس الأعلى على حوض النبيّ المصطفى وآله الطيّبين الطاهرين .

أفلح من صلّى على محمد وآل محمد
مع خالص حبّي واحترامي ..
ابن أخيك : إبراهيم عمر مطر صرصور –أبو محمد-

 
 

 

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
1
אללה ירחמק ויגעל מתואק אלדניה יא אללה
אאאאאאך - 30/04/2013
2
الله يرحمك عمو عامر ويجعل مثواك الجنه..
مي عيسى - 01/05/2013