X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      03/05/2024 |    (توقيت القدس)

الرئيس الاميركي هاري ترومان عارض إنشاء دولة يهودية -

من : قسماوي نت
نشر : 07/06/2014 - 16:47
قال الكاتب الأميركي اليهودي جون جودس (يهودا)، ان الرئيس الأميركي الاسبق هاري ترومان (1945-1953) عارض فكرة إنشاء دولة يهودية في فلسطين وقدم اقتراحا متكاملا عام 1946 يقضي بقيام دولة ثنائية القومية في فلسطين لا تلقب بالعربية ولا باليهودية، وتقام على اساس نموذج الولايات المتحدة، ولكنه رضخ لضغوط اللوبي الصهيوني الأميركي الذي ازداد قوة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وهدد بمعارضة الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية لعام 1946.
 
جاء ذلك في ندوة نظمها مركز فلسطين في واشنطن لمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للعدوان الإسرائيلي في الخامس من حزيران 1967 والذي ادى في حينه الى احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وسيناء وخصصت لعرض كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "التكوين: ترومان، والأميركيون اليهود وجذور الصراع العربي الإسرائيلي".
 
وقال مؤلف الكتاب "إن ترومان لم يتحمس أبداً لفكرة إنشاء دولة يهودية وأخرى عربية في فلسطين، وبعد حوارات مكثفة مع وزير خارجية بريطانيا آنذاك هنري بيفن، أوفد ممثله لبعثة الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية هنري غريدي إلى أوروبا، حيث انكب مع نظيره البريطاني هربرت موريسون الذي شغل منصب نائب رئيس وزراء بريطانيا على بلورة هذا لاقتراح، وقاما بصياغة اقتراح متكامل عرف باسم اقتراح (خطة موريسون غريدي) وكان ذلك في شهر تموز 1946.
 
ويفند هذا الاقتراح سلبيات إنشاء دولة، أو دول على أسس دينية أو عرقية، ويطرح بالمقابل نموذجا فدراليا في فلسطين يقوم على أساس إنهاء العنف من قبل اليهود والعرب ضد بعضهم البعض وضد جيش الانتداب البريطاني، على ان ترفع بريطانيا حظرها العلني على هجرة اليهود إلى فلسطين والسماح بهجرة 100,000 يهودي في وقت واحد إلى فلسطين.
 
واشار الكاتب الى "ان هذه الفكرة لاقت قبولا حتى لدى الزعيم اليهودي ديفيد بن غوريون ألذي أصبح أول رئيس وزراء لاسرائيل، ولدى العديد من الشخصيات الصهيونية البارزة آنذاك مثل آينشتاين وبراندايس ومئات الآخرين".
 
وأضاف جودس في محاضرته (كما يشرح في كتابه المكون من ثلاث أجزاء و16 فصلاً ويقع في 400 صفحة) "كان ترومان ينظر الى وعد بلفور بعين الريبة كونه اعتبر وصفة لصراع طويل الأمد سيستمر لسنوات طويلة، وأنه (ترومان) كان يرغب في تكريس جهوده لمواجهة المد الشيوعي والسوفييت والحرب الباردة التي كانت قد انطلقت للتو ولا يرغب بوضع قوات أميركية في فلسطين لحفظ تعايش دولتين بعد الحرب العالمية الثانية التي كلفت الأميركيين الكثير آنذاك".
 
ولكن تعاضد الظروف التي خدمت الفكر الصهيوني الساعي لقيام دولة يهودية، "خاصة وأن العالم كان مصعوقاً أمام ما تبين عن حجم فاجعة المحرقة والحل النهائي (لمشكلة) اليهود الذي مارسته ألمانيا النازية من جهة، وكون أن أحداً (من الدول الغربية) لم يرغب في السماح لملايين اليهود من الهجرة إلى بلاده، ودعم فكرة قيام دولة يهودية في فلسطين وتقديم المساعدات اللازمة لضمان استمرارها، وهو ما أعطى حيوية وقوة مالية وسياسية للوبي الصهيوني الذي قاده آنذاك الحاخام آبا سيلفر؛ والذي يعتبر أول من اكتشف أسلوب الضغط السياسي الحقيقي على الساسة الأميركيين ، لاسيما وأنه في ذلك الوقت كان هناك أكثر من 200,000 ناخب يهودي يصوتون للحزب الديمقراطي في ولاية نيويورك لوحدها، حزب السلطة آنذاك، ويرجح كفة أغلبيتها في الكونجرس الأميركي في الانتخابات النصفية المقبلة (انتخابات الكونجرس تشرين الثاني 1946) ، ما أثار حفيظة الديمقراطيين الذين مارسوا بدورهم ضغوطا كبيرة على الرئيس هاري ترومان لعدم العمل بخطة موريسون غريدي".
 
ويصف جودس الذي أراد من وراء كتابه "سرد القصة الحقيقية لفشل الولايات المتحدة المزمن في رعاية حل سلمي عادل للصراع العربي الإسرائيلي" كيف أن الحاخام سيلفر نظم حملة مكثفة أرسل فيها 35,000 رسالة من اليهود الأميركيين إلى ترومان تعارض (خطة موريسون غريدي) وتؤيد فكرة إنشاء إسرائيل وتطالب ترومان بدعم هذه الفكرة وتهدد بانتخاب الجمهوريين وإن "ترومان أخبر السيناتور كلود بيبر (رئيس لجنة العلاقات الخارجية) في حينه: لقد وضعت هذا الكم الهائل من الرسائل على مكتبي وتأملت مذهولاً أمامها"، في حين لم يكن هناك ولا رسالة واحدة تدعم فكرة الدولة الفدرالية ثنائية القومية.
 
وفند جودس النظرية التي تروج لها الحركة الصهيونية بأن الرئيس الأميركي الثالث والثلاثين هاري ترومان كان مناصراً منذ البداية لفكرة قيام دولة إسرائيل اليهودية في فلسطين وهذا ما دفعه للاعتراف بإسرائيل قبل أي دولة أخرى.
 
وقال جودس "تراجع ترومان عن (خطة موريسون غريدي) على مضض وتحت ضغوط كبيرة، ولكنه ظل يحمل هذه الفكرة؛ فكرة حل الدولة الفدرالية ثنائية أو متعددة القوميات في فلسطين حتى بعد إنشاء إسرائيل وكان يعتبر أن إيجاد حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يعطى الأهمية اللازمة.
 
واوضح أن "ترومان اعتنق الفكر الصهيوني الداعم بالمطلق لفكرة إسرائيل بعد إنشائها؛ اي في بداية الخمسينات وبعد أن روج له اللوبي الصهيوني كبطل إنشاء إسرائيل".
 
ولا يخفى على جودس الذي يتناول في كتابه دور اللوبي الصهيوني في تغيير موقف ترومان بالتحديد، "استمرار الرؤساء الأميركيون في ممارسة السياسة نفسها - باستثناءات بسيطة، وهو بالضبط ما يتعرض له الرئيس باراك أوباما اليوم".
 
وفي معرض رده على سؤال ، بخصوص مستقبل اللوبي اليهودي الأميركي المعارض لقيام دولة فلسطينية مستقلة ويعرقل "عملية السلام" من خلال دعم الاستيطان، قال جودس "لا أرى أن اللوبي اليهودي سيضعف أو يغير من مواقفه بالنسبة لقضية حل الصراع العربي الإسرائيلي، على الرغم من ازدياد حركة الاحتجاج اليهودية الأميركية ونشوء منظمات مثل (جي ستريت) الداعمة لقيام الدولتين".
 
وحول الدور الأميركي في هذه العملية ، قال جودس "إذا كان لحل الدولتين أن يقام، وهو الحل الوحيد حقيقة، فلا بد من قرار أميركي حاسم يفرض هذا الحل على إسرائيل ويضع زخم الولايات المتحدة خلفه".
 
يشار إلى أن كتاب جودس يأتي ضمن سلسة من الكتب التي تفضح دور اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة وكان آخرها كتاب اليهودي الأميركي بيتر باينارت الذي يحمل عنوان (أزمة الصهيونية). - 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل